– تمهيد:
عدت ومازالت حركات الارهاب المغلف بأيديولوجيات دينية منغلقة ، نمطاً مستحدثاً من انماط العصر الاستعماري الجديد للرأسمالية المركزية ، بل هي جزء من تكتيكات العولمة الامبريالية التي ترمي الى توليد : ارهاب موازي منظم في المناطق الهشة والرمادية لدوائر الصراع في العالم للحفاظ على تمدد نفوذها حول الارض .
فالمجاميع الارهابية وإعدادها كأذرع لحروب العولمة الموازية ماهي الا حركات ارهابية تجميعية من شتات قوى ضالة منفلتة يجري تجنيدها كقوات مرتزقة عند الضرورة وعدها -جيشاً موازياً – يتحرك بقدرات لوجستية ذات طبيعة تعبوية (جزئية ) Partial logistics تشابه حروب العصابات ولكن بتوجهات مركزية (كلية) عالية الكثافة تستخدم في تصعيد التهديد بالحرب مع خصوم الامبريالية وتهيئتها لتنقلب في لحظة زمنية معينة ، من مستويات الارهاب الإيديولوجي الناعم Soft ideological terrorism الى المستويات الخشنة من الحروب ،لتطلق كموجات من الارهاب المعولم الموازي عند اشتداد الحاجة .
وتستهدف التحركات الموازية للإمبريالية Parallel imperialism من خلال تلك التعبئة ، خلق بؤر مضطربة متقدمة ( عند خطوط متعرجة ) لمجموعة البلدان المسماة إمبريالياً (بالقلقة او غير المستقرة) لتتشكل مناطق عازلة مضطربة تتصدى حالياً لمظاهر القوة القادمة من اوراسيا ( قلب الارض) او من عموم الشرق . وكذلك التحوط الأكبر صوب ما يسمى بنفوذ (المملكة الوسطى) والتي يقصد بها (الصين) وعدها اليوم امبريالية حمراء red
imperialism مضادة زاحفة بشكل متسارع قادمة من اقاصي شرق العالم لتنازع النفوذ الامبريالي التقليدي الغربي كقوة اقتصادية عبر استراتيجيات الصين في اطلاق مبادرة الحزام والطريق البحري Belt and Road Initiative .
وهي المبادرة التي أطلقها الزعيم الصيني شي جيان بينغ في العام 2013 لبلوغ العالم بحرا وبراً عبر مشاريع التنمية والبنى التحتية المشتركة ، في اقتصاد مركزي شرقي جديد يمتلك القدرة والمرونة في التمدد بأسواقه التنافسية وامكاناته التكنولوجية العالية نحو المعاقل التقليدية للإمبريالية ومستعمراتها السابقة و بحرب ناعمة يطلق عليها الغرب( الحروب الناعمة الحمراء red soft war ).
لمواصلة القراءة انقر على الرابط التالي
د. مظهر محمد صالح – ظواهر العصر الامبريالي الموازي- عولمة الارهاب
الاراء المطروحة في جميع الدراسات والابحاث والمقالات المنشورة على موقع الشبكة لاتعكس بالضرورة وجهة نظر هيئة تحرير الموقع ولا تتحمل شبكة الاقتصاديين العراقيين المسؤولية العلمية والقانونية عن محتواها وانما المؤلف حصريا. لاينشر اي تعليق يتضمن اساءة شخصية الى المؤلف او عبارات الكراهية الى مكون اجتماعي وطائفة دينية أو الى اي شخصية أو مؤسسة رسمية او دينية