أبحاث نظرية في الفكر والتاريخ الإقتصاديالرئيسيةقضايا العولمة الاقتصادية والاجتماعية

أليكساندر غيفوركيان،* الاقتصادات الانتقالية: الانتقال والتنمية والمجتمع في أوروبا الشرقية والاتحاد السوفيتي السابق

المراجع: ياكوف فيغِن**

ترجمة: مصباح كمال***

Aleksandr V. Gevorkyan. Transition Economics: Transformation, Development, and Society in Eastern Europe and the Former Soviet Union. New York: Routledge, 2018. 292 pp. $54.95 (paperback), ISBN 978-1138831131.

لقد اعتبر البعض الصراع بين روسيا وأوكرانيا بمثابة إعلان لنهاية حقبة “ما بعد الاتحاد السوفييتي.”  لذلك قد يكون من المفاجئ أن أجد كتاب ألكسندر ف. غيفوركيان الاقتصادات الانتقالية، الذي كتب قبل عام 2022، لا يزال كتابًا لا غنى عنه لأولئك الذين يرغبون في إعادة التعامل مع منطقة نسيها الكثير من العلماء وعادت إلى الظهور بشكل جذري في الوعي العام.  يعد كتاب الاقتصادات الانتقالية مشروعًا طموحًا.  وهو يطمح إلى أن يكون كتابًا دراسيًا يغطي القضايا الرئيسية للانتقال إلى ما بعد الاشتراكية ليس فقط في الاتحاد السوفييتي السابق ولكن في أوروبا الشرقية.  وكما يعترف الكتاب نفسه، فهذه مهمة شاقة لأنه لا يوجد شكل محدد من أشكال “الاشتراكية”.  على الرغم من وجود بعض أوجه التشابه، إلا أن اقتصادات الدولة الاشتراكية اختلفت في جميع أنحاء عالم ما بعد الاشتراكية.  ومع ذلك فإن هذا الكتاب يفي بهذه المهمة إلى حد كبير.

يرتقي غيفوركيان إلى مستوى التحدي من خلال اتباع “نهج جدلي.”  وهو يعني بهذا تحويل قصة الاقتصاد الكلي التقليدية إلى سرد تاريخي يدمج الاقتصادات الاشتراكية السابقة في سياقها السياسي والاجتماعي.  وهذا يعني أن المؤسسات وتحولاتها هي في قلب القصة.  وخلافًا لمعظم المراجعات الشاملة للكتب المدرسية حول الاقتصاد الانتقالي، يركز غيفوركيان أيضًا على التغييرات في رفاهية الإنسان والهجرة.  وهكذا تم تنظيم الكتاب إلى ثلاثة أجزاء: نظرة عامة على الاقتصاد المخطط على النمط السوفييتي، وجوانب الاقتصاد الكلي للانتقال نحو نظام السوق، والانتقال البشري المستمر لأنظمة الرفاهية والتجارة والهجرة.

القسم الأول للكتاب مكرّس للاقتصاد المخطط وتطبيقه.  وخلافا للعديد من الكتب المدرسية التي تتناول مشاكل ما بعد الاشتراكية، فإن ما يقدمه الكتاب ليس نظرة عامة سريعة على التخطيط والاقتصاد السوفياتي.  إذ يأخذ غيفوركيان الهياكل الاقتصادية لاقتصادات الدولة الاشتراكية على محمل الجد وليس كمقدمة.  في إطاره الجدلي والمؤسسي، يعد إن فهم أنماط اشتراكية الدولة أمر بالغ الأهمية لمعرفة لماذا يمثل التحول إلى اقتصاد السوق مثل هذا الانقطاع العميق لكل من الإنتاج الاقتصادي والبيئة البشرية في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية السابق.  وباعتباري مؤرخاً اقتصاديًا للاتحاد السوفييتي السابق، فقد أذهلني التفصيل والعناية في وصف سياسات التخطيط في الاتحاد السوفييتي.

على عكس معظم الكتب، يمكن للمرء أن يتعلم من كتاب الاقتصادات الانتقالية عن المناقشات الدرامية، العنيفة في بعض الأحيان، حول الخطة الاقتصادية وغرضها وطبيعتها.  ويركز غيفوركيان أيضاً على سمة الاقتصاد الكلي التي يتسم بها التخطيط على النمط السوفييتي — التفضيل الساحق للصناعات الثقيلة على الصناعات الخفيفة والسلع الإنتاجية.  إن اختلال التوازن المستمر، والمحدد سياسيًا، في التخطيط الاشتراكي للدولة هو خلفية حيوية لصعوبات الاشتراكية الإصلاحية وفي نهاية المطاف لصعوبات الفترة الانتقالية.

لمواصلة القراءة انقر على الرابط التالي

أليكساندر غيفوركيان- الاقتصادات الانتقالية- الانتقال والتنمية والمجتمع في أوروبا الشرقية والاتحاد السوفيتي السابق

الاراء المطروحة في جميع الدراسات والابحاث والمقالات المنشورة على موقع الشبكة لاتعكس بالضرورة وجهة نظر هيئة تحرير الموقع ولا تتحمل شبكة الاقتصاديين العراقيين المسؤولية العلمية والقانونية عن محتواها وانما المؤلف حصريا. لاينشر اي تعليق يتضمن اساءة شخصية الى المؤلف او عبارات الكراهية الى مكون اجتماعي وطائفة دينية أو الى اي شخصية أو مؤسسة رسمية او دينية

التعليق هنا

%d مدونون معجبون بهذه: