قبل الثروة الصناعية، تقاربت او تماثلت مناطق العالم في إنتاجية العمل ومتوسط الناتج للفرد، ليكون السكان هو المحدد الرئيس لحجم الاقتصاد في النطاق الجغرافي. ولذا يقدر نصف الناتج العالمي، تقريبا، في الصين والهند الكبيرة حتى نهاية القرن السابع عشر. وجل النشاط الإنتاجي للإيفاء بالمتطلبات الضرورية للعيش واهمها الغذاء. وضمن المدى المحدود لتفاوت القدرات التقنية بين المجتمعات توصف الصين بالتفوق والريادة ذلك الزمن. الثورة الصناعية كانت بداية التطور السريع في التكنولوجيا وتنظيم الإنتاج لإرساء الأساس الاقتصادي للحضارة المعاصرة.
لقد خفّضت المبتكرات التكنولوجية تكاليف المنتج الزراعي والصناعي والنقل فاتسعت الأسواق بالتجارة وظهر المصنع بديلا عن الورشة، وشاع التخصص وتقسيم العمل، وصار نمو الإنتاجية خاصية للاقتصاد مع تناقص التكاليف بالانتفاع من وفورات الحجم الكبير. وترتفع الأجور في هذا السياق لتحفّز منظمات الأعمال نحو المكننة فتنمو كثافة راس المال للعمل، وتتبلور شروط موضوعية لتحسين الكفاءة الاقتصادية للعمليات الإنتاجية لضمان العائد المناسب للاستثمار والتوسع. وبذا قد أتاح ذلك التحول العميق والشامل لدول الثورة الصناعية الأولى، خاصة بريطانيا وبلجيكا، ومن لحق بهم مبكرا مثل المانيا والولايات المتحدة الأمريكية، نموا في متوسط الناتج للفرد مقترنا بنمو السكان بحيث تجاوزت الفخ المالثوسي.
لمواصلة القراءة انقر على الرابط التالي
Ahmed Ibrahi Ali-World Economy Development
الاراء المطروحة في جميع الدراسات والابحاث والمقالات المنشورة على موقع الشبكة لاتعكس بالضرورة وجهة نظر هيئة تحرير الموقع ولا تتحمل شبكة الاقتصاديين العراقيين المسؤولية العلمية والقانونية عن محتواها وانما المؤلف حصريا. لاينشر اي تعليق يتضمن اساءة شخصية الى المؤلف او عبارات الكراهية الى مكون اجتماعي وطائفة دينية أو الى اي شخصية أو مؤسسة رسمية او دينية