نبذت أوروبا الشعارات العريضة فتوحّدت وجمعتها المصالح المشتركة. والمصالح أيضًا هي التي جعلت شعوب القارة المختلفة تضع مآسي الحروب والخلافات خلف ظهرها.
وانطلقت جهود إنشاء السوق الأوروبية المشتركة/EEC مباشرة بعد الحرب العالمية الثانية. عبر مشروع اقتصادي سياسي نشأت فكرة تأسيسه في إِيطاليا في حزيران1951 ، ثم معاهدة روما في 25 آذار 1957، وهو التاريخ الفعلي لقيام السوق الأوروبية المشتركة، وتلا كل هذا تطور تاريخي أنتج فتح الحدود ضمن اتفاقية شينغن/Schengen ، واتفاقية الاتحاد الأوروبي/EU، الذي تأسس بناءً على اتفاقية معروفة باسم معاهدة “ماسترخت” الموقعة عام 1992، ثم انجاز العُملة الموحدة اليورو.
هذه المسيرة رافقتها مشاريع كبرى، كان أهمها شبكة السكك الحديدية التي تربط كل أرجاء القارّة، وهو ما جعل التنقل بين البلدان الأوروبية سهلاً وميسراً ولا يشعر به المسافر، ولا يعرف أصلًا أنه قد عبر حدوداً دولية، سوى عبر تبدّل شبكة الهاتف النقّال.
أعرض هذه المقارنة، كمدخل لرؤية ما فعلته الشعارات والإصطفافات على أسس طائفية وقومية بنا في العراق. ولم يكن هذا ممكناً لولا غياب المصالح الإقتصادية الجامعة. فهل يمكن أن نحول بلداً صغيرا كالعراق الى كتلة موحدة؟،وأن نتبع المسار الأوروبي الذي سلكته القارة المتعددة اللغات والقوميات والتقاليد؟
بلا تحفظ أقول؛ نعم. إن هذا أمر ممكن.
ممكن فقط لو أدركنا أن المصالح الإقتصادية المشتركة ستكون كافية لوحدها أن توحد أبناء الشعب العراقي، دون الحاجة الى مؤتمرات المصالحة أو دعوات السلم الأهلي. أقول إن ذلك ممكن جدًا شرط توفر الإرادة والمعرفة والحكمة، إضافة الى منح الفرصة لأصحاب المهارات العالية بكل تفاصيلها لإدارة الدولة.
لمواصلة القراءة انقر على الرابط التالي
عبدالحسين الهنين – مشاريع توحد العراق. الفرص لن تكون متاحة دائما
الاراء المطروحة في جميع الدراسات والابحاث والمقالات المنشورة على موقع الشبكة لاتعكس بالضرورة وجهة نظر هيئة تحرير الموقع ولا تتحمل شبكة الاقتصاديين العراقيين المسؤولية العلمية والقانونية عن محتواها وانما المؤلف حصريا. لاينشر اي تعليق يتضمن اساءة شخصية الى المؤلف او عبارات الكراهية الى مكون اجتماعي وطائفة دينية أو الى اي شخصية أو مؤسسة رسمية او دينية