مراجعة: مايكل روبرتس*
ترجمة: مصباح كمال**
Ed Conway. Material World: A Substantial Story of Our Past and Future, W H Allen (2023), 512 pages.
“على الرغم من كل ما قيل لنا أننا نعيش في عالم غير مادي dematerialised على نحو متزايد حيث تكمن القيمة الأكبر في العناصر غير الملموسة – التطبيقات والشبكات والخدمات عبر الإنترنت – فإن العالم المادي لا يزال يدعم كل شيء آخر.” هكذا يبدأ إد كونواي، محرر الاقتصاد في قناة سكاي تي في كتابه الصغير [؟] الرائع، العالم المادي.[1]
موضوعه الأساسي هو أنه
“عندما تلقي نظرة على الميزانيات العمومية لاقتصاداتنا، والتي تظهر، على سبيل المثل، أن أربعة من كل خمسة دولارات يتم توليدها في الولايات المتحدة يمكن إرجاعها إلى قطاع الخدمات، ويُعزى جزء دائم التلاشي إلى الطاقة والتعدين والتصنيع. ولكن كل شيء تقريبًا، بدءًا من الشبكات الاجتماعية إلى الخدمات المالية للأفراد، يعتمد بشكل كامل على البنية التحتية المادية التي تيسّره وعلى الطاقة التي تزوده بالطاقة. فبدون الخرسانة والنحاس والألياف الضوئية لن يكون هناك مراكز بيانات ولا كهرباء ولا إنترنت. أجرؤ على القول إن العالم لن ينتهي إذا توقف تويتر
لمواصلة القراءة انقر على الرابط التالي
أد كونواي- العالم المادي- قصة جوهرية لماضينا ومستقبلنا
باحث وكاتب عراقي متخصص في قطاع التامين مقيم في المهجر
الأخ والزميل العزيز د. بارق شبّر الموقر
تحية طيبة وصادقة
1. جوابا على الاسئلة الواردة في تعليقكم على المقال، أود أن أوضح ما يلي: ــ
أشرنا في تعليقنا حول الموضوع، بان هناك اختلاف في وجهات النظر المحاسبية، وفقاً لمعايير المحاسبة الدولية والنظام المحاسبي المالي في كيفية القياس والافصاح عن الأصول غير الملموسة، فمثالاً: شهرة المحل أو ماركة تجارية، يمكن معالجتها محاسبيا بحيث تسجل تكاليف اقتناءها كمصروفات، وتظهر في حساب الأرباح والخسائر وتؤثر على تخفيض الربح الصافي الخاضع للضريبة، أو رسملتها كأصل وتخضع للإطفاء بعد تقدير عمرها الإنتاجي، فمثلا عشر سنوات. لو فرضنا ان القيمة الشرائية المقدرة للماركة التجارية لشركة ماكدونالد أو شهرة المحل، هي 100.000الف دولار يقسم على 10، فيكون الإطفاء السنوي 10.000 الاف دولار، يرحل الى حساب الأرباح والخسائر السنوي، ويؤثر على الربح الصافي الخاضع للضريبة.
تكون القيود المحاسبة لهذه المعاملة، كالاتي: ــ
أولا: اعتبارها كمصروفات وتغلق في ح/ الأرباح والخسائر
100.000من ح/ مصروفات العلامة التجارية 100.000الى ح/ البنك
دفع تكاليف شراء العلامة التجارية عن طريق البنك
100.000 من ح/ الأرباح والخسائر 100.000 الى ح/ مصروفات العلامة التجارية
غلق المصروفات مرة واحدة في حساب الأرباح والخسائر
(هذه المعالجة تخص شراء العلامة التجارية/ ماكدونالد).
أو احتسابها كأصل غير ملموس وتظهر في الميزانية العمومية، وتكون القيد كالاتي: ــ
100.000 من ح/ الأصل العلامة التجارية 1000.000 الى ح/ تكاليف شراء العلامة التجارية
تحميل الأصل بتكاليف الشراء
ثانيا: شهرة المحل باعتبارها كأصل تظهر في الميزانية العمومية
100.000 من ح/ الأصل شهرة المحل 100.000الى ح/ تكاليف اقتناء شهرة المحل
10.000 من ح/ أطفاء القسط السنوي 10.000 الى ح/ تخصيص قسط الإطفاء
عمل تخصيصات الإطفاء
10.000 من ح/ الأرباح والخسائر. 10.000 الي ح/ أطفاء القسط السنوي للعلامة
غلق قسط الإطفاء في حساب الارباح والخسائر
يظهر قيمة الأصل (شهرة المحل) في الميزانية العمومية للمؤسسة المعنية في جانب الأصول بكلفته مطروحا منه
تخصيص قسط الإطفاء السنوي
100.000 كلفة الأصل عند الاقتناء
10.000 مطروحا منه تخصيص قسط الإطفاء السنوي
ـــــــــــــــــ
90.000 دولار القيمة الصافية بعد السنة الأولى
(هذه تخص معالجة شهرة المحل، على فرض تكاليف اقتناءها تساوي نفس سعر العلامة التجارية
100.000دولار).
2. وبهذه المناسبة لابد من الإشارة الى ان هناك خلط البعض ما بين الأصول غير الملموسة وقيمة الاسم التجاري التي تصدرها بعض الجهات المختصة، ولا يكون لها انعكاس مباشر على البيانات المالية، وذلك بخلاف الأصول غير الملموسة والشهرة، التي يتم ادراجها ضمن البيانات الرسمية المعتمدة والمدققة للمؤسسات المعنية. فالقيود المحاسبية في أعلاه أكثر معمولاً في التطبيق العملي، ضمن المعالجة المحاسبية عندما يعتبر تكاليف اقتناءها كأصل غير ملموس تظهر في الميزانية العمومية، لذا فان المثال المذكور يطبق على الشهرة كأصل أكثر من العلامة التجارية كما طلبتم في مثالكم، الا انه مجرد مثال توضيحي، لان تكلفة شراء
العلامة التجارية تمثل سعر الشراء فقط، واي نفقة تتحملها الوحدة الاقتصادية في سبيل تطوير العلامة التجارية، تعتبر نفقات إرادية (مصروفات)، يتحملها حساب الأرباح والخسائر، وذلك لصعوبة تحديد عمراً إنتاجياً لها.
3.حيث ان قيمة المؤسسة من الناحية الحسابية تمثل مجموع قيم الأصول التي تمتلكها بما فيها أصول غير الملموسة، مطروحا منها مطلوبات المؤسسة، لذا من الضروري أن تتضمن القوائم المالية تفاصيل شفافة وصادقة ودقيقة عن الاستثمار في هذه الأصول، منفصلة عن المصروفات العامة، وذلك لان المستثمرين والممولين يحتاجون الى مثل هذه المعلومات لعملية اتخاذ القرارات، كما لها تأثير على المنافسة واتخاذ قرارات الإدارية، وكذلك الحصول على تسهيلات أكثر من المؤسسات الائتمانية والبنوك.
4. وجود هذه الأصول تعتبر معياراً هاما لقياس كفاءة المؤسسة الاقتصادية في تحسين تنافسيتها وقراراتها الإدارية، وهي ذات منافع اقتصادية مستقبلية مما تؤثر بشكل إيجابي على ارتفاع القيمة السوقية لهذه الأصول عن قيمتها الدفترية، كقوة خفية لها في ديمومتها ونجاحها ونموها وتجني عائدات كبيرة من استثماراتها ورفع قيمة أسهمها في البورصة.
خالص محبتي واعتزازي
صباح قدوري
10 أيلول 2023
مصباح كمال
د. صباح قدوري يقدم مساهمة مهمة حول التعامل المحاسبي مع الأصول غير الملموسة
من المُسرّ أن أقرأ بأن ما أترجمه يلقى عناية من بعض الاقتصاديين. أشكر د. صباح قدوري على كلماته الطيبة عني وعلى تعامله الإيجابي مع هذا المقال المترجم، وتقديم توضيح لكيفية التعامل المحاسبي مع الأصول غير المادية/غير الملوسة، الموضوع الأساس للمقال المترجم، وتسجيل هذه الأصول في الميزانية العمومية للشركات.
لقد عرَّفنا بشكل أفضل ببعض هذه الأصول (شهرة المحل، العلامة التجارية، براءات الاختراع، حقوق الامتياز والتراخيص، حقوق الملكية الفكرية). وأكد ان “لهذه الأصول قيمة وهي ذات منافع اقتصادية مستقبلية” للشركات. ولعل القيمة المادية لهذه الأصول غير الملموسة تظهر في عمليات الاستحواذ والدمج، مثلما تلعب دوراً في التأثير على قيمة أسهم الشركات السوق المالية.
كما أنه أبرز التحديات المحاسبية في التعامل مع الأصول غير الملموسة: “قياس قيمتها بشكل صحيح، وتقدير حياتها المتوقعة، والمنافع المحتمل الحصول عليها (غير المؤكدة)، ومن ثم الإفصاح عنها بمعلومات كافية وشفافة في القوائم المالية.”
إن تعليق الدكتور صباح يستحق التمعن من قبل الاقتصاديين والمختصين بالشؤون المحاسبية، لبيان حضور مثل هذه الأصول غير الملموسة في الشركات العراقية وكيفية التعامل معها. ويظل هناك سؤال التعامل المحاسبي مع هذه الأصول في الاقتصاد الاشتراكي (الاقتصادات من النوع السوفييتي).
مصباح كمال
10 أيلول 2023
د. صباح قدوري
التعامل المحاسبي مع الأصول غير الملموسة
أطلعت على المقال المترجم عن الانكليزية من الزميل العزيز مصباح كمال، “أد كونواي: العالم المادي: قصة جوهرية لماضينا ومستقبلنا.”
يحتوي المقال على المعلومات والتحليلات العلمية والمعرفية عن كيفية انتقال الاقتصاد الرأسمالي خاصة خلال العقدين الاخيرين من اقتصاد حقيقي ــ مادي الى اقتصاد غير مادي ـ افتراضي، عبر الملكية الخاصة لوسائل وأدوات الإنتاج، والاحتكار والهيمنة على الأسواق، بهدف تحقيق مزيد من الأرباح. ولتحقيق ذلك يركز النظام الرأسمالي على الكفاءة الاقتصادية في الإنتاج، ويوجه أرباحه نحو رأسمال الذي يتراكم لدى فئة محددة، واعتباره من أهم عوامل الإنتاج، على نقيض الماركسية الذي يعتبر العمل هو أساس الانتاج، او توجه الأرباح الى العمل عبر الأجور التي تتجه نحو الاستهلاك.
نثمن عالياً جهود الزميل العزيز مصباح كمال على تواصله بترجمة عدة مقالات متنوعة وقيمة في مجال الاقتصاد والفكر الاقتصادي، ونشرها على موقع الشبكة. نشّد على ايديه لمزيد من العطاء المثمر، مقرونة بدوام الصحة والعمر المديد.
وبقدر تعلق الامر بالتعليق على المقال المترجم، والذي جاء في احدى فقراته “بأن أكثر من 80% من الأصول المملوكة للشركات الغربية غير مادية ترجع الى التشريعات وقوانين المحاسبة التي منحت الشركات الخاصة القدرة على تحويل هذه الأصول غير الملموسة الى أصول الميزانية العمومية” فإنني أود أن أوضح (من دون الدخول في التفاصيل) ما يلي:ــ
ــ ان لهذه الأصول قيمة وهي ذات منافع اقتصاديه مستقبلية، لابد من قياسها وإظهارها في الحسابات والافصاح عنها ولها تأثير على القوائم المالية. ومن أمثلة الأصول غير الملموسة: شهرة المحل، العلامة التجارية، براءات الاختراع، حقوق الامتياز والتراخيص، حقوق الملكية الفكرية، وغيرها.
ــ هناك اختلاف في وجهات النظر المحاسبية وفقاً لمعايير المحاسبة الدولية والنظام المحاسبي المالي في كيفية القياس والافصاح عن هذه الأصول، وذلك: لسرية المعلومات الخاصة بها، وغير نقدي قابل للتحديد، وليس لها وجود مادي ملموس، وصعوبة تحديد عمرها الإنتاجي.
ــ يمكن معالجتها محاسبيا: تُسجل تكاليف اقتناءها كمصروفات تظهر في حساب الأرباح والخسائر، أو رسملتها وإظهارها كأصول غير ملموسة ضمن الميزانية العمومية، والأخير أرجح وفق معيار المحاسبة الدولي رقم (38). وبذلك تظهر كأصول غير ملموسة في الميزانية العمومية، ولها تأثير معنوي على العاملين من جهة، وعلى سلوك المستثمرين والممولين والمستهلكين تجاه الوحدة الاقتصادية من جهة أخرى، وفي عملية التنافس مع الوحدات الاقتصادية الأخرى.
ــ عادة تشتري الوحدة الاقتصادية هذه الأصول من الغير، ولها خصائص الأصول طويلة الأجل، أو تقوم بتكوينها داخليا، مثل تكاليف الموارد البشرية واعتبارها كأصل تظهر ضمن الأصول غير الملموسة في الميزانية العمومية للوحدة. للمزيد حول هذا الموضوع، أنظر الورقة البحثية المنشورة على شبكة الاقتصاديين العراقيين (http://iraqieconomists.net/ar/2019/06/08/د-صباح-قدوري-محاسبة-التكاليف-المعضلية).
ـــ لهذه الأصول تأثير في تحديد التفاوت بين القيمة الدفترية للوحدة الاقتصادية وقيمتها السوقية، وتبين في كثير من الحالات بأن القيمة السوقية لها تكون اعلى من قيمتها الدفترية، والتي تمثل القوة الخفية لها والتي تساعد على استمرارية نجاحها ونموها.
ـــ ومن اجل تحسين جودة القياس والافصاح المحاسبي، تواجه المحاسبة عادة تحديات في معالجة هذه الأصول من جوانب: قياس قيمتها بشكل صحيح، وتقدير حياتها المتوقعة، والمنافع المحتمل الحصول عليها (غير المؤكدة)، ومن ثم الإفصاح عنها بمعلومات كافية وشفافة في القوائم المالية.
ختاما، ان هذا التعليق المتواضع ينحصر على التعليق على المقال المترجم، وذلك لتوضيح، وباختصار شديد، بعض صفات الأصول غير الملموسة وإظهارها في الميزانية العمومية لوحدات إدارة الاعمال، والمعالجة الحسابية لها، من حيث تحديد وقياس هذه الأصول والرقابة عليها وإنتاج معلومات وبيانات تفصيلية شفافة ووافية عنها، والافصاح عنها بغية اتخاذ قرارات إدارية سليمة والاستفادة منها: في تطوير العاملين، وتحقيق أهداف الوحدة، وفي نفس الوقت تحقيق مردود اجتماعي للمجتمع بصورة عامة.
صباح قدوري
9 أيلول 2023
شكرا د. صباح على هذه الإضاءة المعرفية المهمة حول تقييم الاصول غير الملموسة في الميزانية العمومية للشركات الخاصة. هل يمكن ان تذكر لنا بعض الامثلة وكيف يتم تقييم الماركة التجارية في الميزانية العمومية لشركة ماك دونالد على سبيل المثال وهل تعترف دوائر الضريبة بهذه الحسابات. الملاحظة الثانية تخص الفرق بين القيمة الدفترية وقيمة السوق وهذا ينطبق على الأصول المادية مثل العقارات والمركبات الخ فقط .كيف ينطبق على الأصول غير الملموسة؟
مع التقدير
د. بارق شبر