سمير عبد الأحد:
المقدمة:
حين نستقرئ بدايات التأمين في العالم العربي، فإن الهدف لا يكون مجرد التوثيق التاريخي، بل محاولة لفهم المسار الذي سلكته هذه الصناعة في تشكّلها وتحوّلها. فالتأمين العربي لم يولد دفعة واحدة، بل نما ضمن سياقات اقتصادية وسياسية وثقافية متشابكة، أسهمت في صياغة ملامح تجربةٍ ما زالت تمرّ بمرحلة تحول بنيوي نحو النضج المؤسسي. ومن خلال تتبّع هذا الامتداد الزمني، يمكن إدراك كيف تفاعلت هذه العوامل لتنتج مسارًا عربيًا مميزًا داخل صناعة عالمية الطابع، تتقاطع فيها المصالح والأسواق والمعايير، لكنها تحتفظ في كل منطقة بخصوصيتها الاقتصادية والاجتماعية.
وفي خضم التحولات المتلاحقة من بدايات النشاط التجاري والمالي في المنطقة إلى موجات العولمة الحديثة نحاول في هذه الورقة أن نحدّد موقع هذه الخدمة المالية الحيوية في واقعنا الاقتصادي الراهن، وأن نرسم ملامح آفاقها القادمة. والاستشراف هنا لا يقتصر على قراءة المستقبل فحسب، بل يعكس أيضًا رغبةً صادقة في أن تصبح أسواق التأمين في العالم العربي أكثر تطورًا واستقلالية، قادرة على بناء نماذجها الخاصة والانطلاق بثقة في معترك الاقتصاد العالمي.
تعود جذور التأمين في العالم العربي إلى حركة التجارة العالمية وموانئها الحيوية خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، حين برزت الحاجة إلى أدوات مالية تحمي السفن والبضائع من المخاطر البحرية. فقد كانت موانئ الإسكندرية وبيروت وعدن ويافا وحيفا نقاط التقاءٍ رئيسية بين الشرق والغرب، حيث شكّل التأمين إحدى الخدمات المرافقة للنشاط التجاري البحري. ودخل التأمين إلى المنطقة عبر وكلاء وفروع لشركات أجنبية كبرى أبرزها البريطانية والفرنسية والإيطالية والألمانية التي كانت تُصدر وثائقها مباشرة من مراكزها في لندن وباريس وجنوة.
لمواصلة القراءة الرجاء الضغط على الرابط التالي:
سمير عبد الأحد. التامين العربي قراءة في مسار صناعة قيد التطوير


الاراء المطروحة في جميع الدراسات والابحاث والمقالات المنشورة على موقع الشبكة لاتعكس بالضرورة وجهة نظر هيئة تحرير الموقع ولا تتحمل شبكة الاقتصاديين العراقيين المسؤولية العلمية والقانونية عن محتواها وانما المؤلف حصريا. لاينشر اي تعليق يتضمن اساءة شخصية الى المؤلف او عبارات الكراهية الى مكون اجتماعي وطائفة دينية أو الى اي شخصية أو مؤسسة رسمية او دينية