بغداد ـ مشرق الأسدي
هناك.. في منعزل عن العالم الخارجي، حيث لا يوجد فرق بين المجرم والبروفيسور، يقبع بحسرة الدكتور مظهر محمد صالح نائب محافظ البنك المركزي العراقي، بين أناس يراهم للمرة الأولى، ولم يكن يتوقع رؤيتهم في يوم من الأيام.
هناك .. وكما الكتاب المستغل للف الحاجيات لا القراءة، ينتظر صالح تقرير مصيره «الواضح» بالنسبة للجميع باستثناء البعض الذين لم يحترموا منجزه الفكري والمعرفي، ولم ينظروا «على الاقل» لبعض الدول التي استلهمت من منجزه الاقتصادي دروساً لجامعاتهم.
ذلك الوجه المبتسم والمكابر رغم حسراته المتكررة، لم يخف ابتسامته على سجانيه، كاسباً حب وتعاطف جميع من يعمل في «مركز شرطة العلوية»، الذين يعدّونه أباً لهم. على حد قولهم.
زارت «الصباح الجديد» الدكتور مظهر محمد صالح «المودع في السجن»، صاحب الانجازات الكثيرة «على مدى أكثر من 40 سنة» التي أسهمت في بناء الاقتصاد الوطني.. صالح كان يرتدي بيجامة تقليدية وخفا «ممزقا» من طرفه الأيمن، ولم يستطع إخفاء علامات الحزن والاسى على تقاطيع وجهه المبتسم.
كان صالح يحاول التغلب على جراحاته بابتسامته «المعتادة»، رغم إصابته بالزكام جراء البرد والتدخين المستمر لمن معه في الزنزانة، إضافة الى عمره الذي ناهز الـ 65 عاماً.
وعند سؤالنا عن صحته، أجاب: «حالتي الان عادية، وانا اعاني من مرض الزكام خصوصا وان الموقوفين في السجن أغلبهم من المدخنين ولا يأبهون بأمر الآخرين .. أما بالنسبة لمرض السكري وارتفاع ضغط الدم الذي اعاني منهما، فيتم جلب الدواء لي هنا، والطعام أيضاً من بعض الاصدقاء وعائلتي».
وعن وضعه وما يعانيه في السجن، قال صالح «أنا لا اختلف عن باقي الموقوفين، فلا فرق هنا بين البروفيسور والسارق».
أما عن آخر تطورات قضيته، قال صالح أن «لجنة التحقيق استدعتني يوم الخميس الماضي.. فحضرت رغم كبر سني لأتفاجأ بعدم حضور أربعة من افراد اللجنة التي تتشكل من خمسة أعضاء، ولكنني علمت بأن تهمتي هي (التوقيع على تعليمات خاصة بمزاد العملة)، وهذه التعليمات تسببت في التلاعب بالعملة وسعر صرف الدينار .. فطلبت من رئيسة اللجنة التي كانت الحاضرة الوحيدة، أن تطلع على هذه التعليمات، وترى فيما إذا كانت تحتوي على مشكلة ما .. فأجابتني بأنها لا تحتوي على أي مشكلة..!، فأجبتها: إن التعليمات واضحة.. ووضعت بحيث يمكن التعديل عليها في أي وقت، حسب الحاجة ومتطلبات الاقتصاد.. وهي ليست بقوانين أو دستور .. فلماذا أنا في السجن حتى الان؟!.. لم تجب على سؤالي، وقررت تأجيل الموعد.. فعدت أدراجي لانتظر ما يحمله الغد من بشائر».
وأكد صالح «نحن في البنك المركزي، نبيع العملة لمصارف معروفة ومعتمدة، لديها زبائنها من الشركات التي تمتلك هويات تجارية وشهادات تأسيس وجميع الاوراق الثبوتية المصادق عليها .. نحن لا نعلم أي شيء عن هذه الشركات نحن نتعامل مع مصارف وبنوك».
وأشار صالح إلى أن محاميه «معقب معاملات» ليس إلا!، واثقاً من براءته من التهمة المنسوبة اليه، مؤكداً أنه لا يحتاج الى محام آخر للدفاع عنه.
وعن ملابسات اعتقاله، أجاب صالح «أنا كنت في مؤتمر عقد بطوكيو، وعند عودتي الى العراق فوجئت بمذكرة اعتقالي.. فسلمت نفسي وها أنا ذا في مركز شرطة العلوية».
واستغرب الدكتور مظهر محمد صالح من طريقة عمل البنك المركزي الآن، حيث أوضح قائلاً «أنا أود أن أشير الى أنه يمكن متابعة عمل البنك المركزي الان.. انه يعمل بذات الآلية التي كنا نعمل بها، ضمن (التعليمات) ذاتها.. لم يتغير شيء في عمل البنك المركزي سوى طرد مظهر محمد صالح وسنان الشبيبي»، متابعاً «نحن حافظنا على مستوى الصرف .. وإن ما يثير فضولي هو اننا عندما كنا في البنك المركزي كنا نعد تقارير الى ديوان الرقابة المالية لمتابعة أمور البنك، فيتم الاطلاع عليها وتوقيعها من قبل رئيس ديوان الرقابة المالية عبد الباسط تركي .. لكن الآن كيف يستطيع عبد الباسط تركي أن يرفع تقريراً صادرا من البنك المركزي الذي يديره هو بالوكالة، ويوقع عليه في الوقت ذاته في ديوان الرقابة المالية كونه رئيسا للديوان؟!».
ووصف صالح قضية اعتقاله بأنها «مخطط لاستهداف وتدمير الكفاءات في العراق»، لافتاً إلى «لا توجد سياسة واضحة في البلد، ولا يوجد احترام للدستور والكفاءات العلمية.. وانت ترى أن الكفاءات اما تهاجر أو تقتل أو تسكن السجون والمعتقلات».
وعن حال عائلته، تحدث صالح قائلا: «أنا في العراق برفقة زوجتي فقط .. وهناك بعض الاقارب يقومون بمراعاتها ومتابعة أمورها واحتياجاتها».
وتوقع نائب محافظ البنك المركزي حسم قضيته «في وقت قريب»، شاكراً «كل من قدم وسأل عني في السجن».
يذكر أن مجلس النواب كان قد أعلن، في 6 كانون الثاني، خلال جلسته الـ30، عن تشكيل لجنة للتحقيق في تداعيات البنك المركزي، وتكوّنت اللجنة من رئيس اللجنة المالية حيدر العبادي ورئيس اللجنة الاقتصادية احمد العلواني ومحافظ البنك المركزي وكالة عبد الباسط التركي، وبإشراف مباشر من هيأة رئاسة البرلمان.
الصباح الجديد 2013-01-20
http://www.newsabah.com/ar/2479/7/88576/«المركزي»-ما-يزال-يعمل-بالآلية-نفسها-التي-اُعتقلت-بسببها.htm?tpl=21
لتنزيل المقال كملف بي دي أف
تحية خالصة للاستاذ الدكتور مظهر محمد صالح والله خير موفق
الشهاد لله اني تصفحت الكثير من ابحاثك فاستفدت منكم استاذنا
الله يكون في عونك – ا/بوكرديد عبد القادر جامعة الشلف الجزائر
كثيرون هم الدكاتره الذين امتلاء بهم العراق منهم دكاتره حقيقيون في الطب والهندسة والفيزياء واخر كثيرون كغثاء السيل ابتلي بهم العرقيون بل ابتلي بجهلهم وجهالتهم .. لكن مظهرا ليس كمثل هؤلاء ولا اولئك .. فهو دكتور في الاقتصاد ,استاذ فيه علمنا بثلاثين يوما ( دورة القيادات العليا ) من الاقتصاد بالقدر الذي يعيننا على فك طلاسمه .. وتلك كانت اول عهدي به ولا احسبه الا عمود من اعمدة المعرفة في وطننا الذي زلزلته المحن .. فله مني كل العرفان والامتنان مرةا للعلم الذي نهلته منه واخرى لخدمته الجليله في البنك العراقي وسط هؤلاء الغيلان والسلام مسك الختام ..
استمرار الصمت من قبل العديد من اصحاب الضمير والكفاءات اتجاه اية قضية عادلة ابطالها السلطة الظالمة ضد اناس ابرياء اصحاب ضمير لاذنب لهم الا لكونهم مهنيين لايؤمنون بالطائفية او الولاءات الحزبية ينذر بخطر كبير على مستقبل الديمقراطية الفتيه والحرية في العراق لتقاطع هؤلاء (المهنيين ) مع شهوات السلطة على اختلاف انواعها .. اعادة انتاج حلقات جديدة من مسلسل ملاحقة اصحاب الكفاءات الذي ظهر لأول مرة وبقوة خلال عقد السبعينات ضد من اعتقدت السلطة في حينها انه يشكل خطر عليها تحت مسمى “ضد خط الحزب والثورة” (والذي لا أعرف الى يومنا هذا عن اي نوع من الخط كانوا يتحدثون … هذه العبارة المطاطية) قد افضى الى اختفاء وهجرة الكثير من الكفاءات … نحن نشهد الان استمرار للجزء الثاني من هذا المسلسل والذي اعيد انتاج حلقاته المظلمة منذ العام 2003 ولغاية الان تنوعت فيه احداث الحلقات من اغتيال للعلماء الى تهجير الى اعتقالات وغيرها من الاعمال التي قضت على ماتبقى من العلماء من اصحاب الكفاءات. يبدو لي ظهور خطوط جديدة متعددة الأتجاهات تصلح لأن تركب ضد كل من يتقاطع مع شهوات السلطة الامر الذي تسبب في ضياع بوصلة الحق امام تلك التقاطعات.
شهادة أرجو أن تكون متأخرة بحق الدكتور مظهر محمد صالح
موسى فرج http://al-nnas.com/ARTICLE/MFarag/21tem1.htm
تحياتي لكم
موسى فرج