تناولت هذه الدراسة مرحلة مهمة في التاريخ الاقتصادي الدولي الحديث التي عبر عنها رئيس الاحتياطي الفيدرالي (بيرنانكي) إثر توليه مسؤولية السلطة النقدية للولايات المتحدة في العام 2006 خلفاً للشخصية الاقتصادية المخضرمة(غرينسبان).اذ طمئن بيرنانكي الرأي العام الامريكي في بلاده والعالم بأن معدل النمو الاقتصادي الامريكي وقت ذاك قد فاق في نسبته السنوية اكثر من 3% ،وان ذلك جاء بفضل متانة الانفاق الاستهلاكي المحلي لبلاده مما ساهم في بقاء الاقتصاد الامريكي في آفاق نموه المحتملة.لكن (بيرنانكي) لم يخفِ في خطابه ثمة محاذير و مخاوف قائمة اومحتملة ازاء العجز في الحساب الجاري لميزان مدفوعات بلاده ،محذراً من امكانية بلوغ ذلك العجز نسبة من الناتج المحلي الاجمالي ربما تبلغ 7%.وبهذا دق الرئيس الجديد للنظام الاحتياطي الفيدرالي ناقوس الخطر بشأن تداعيات ذلك العجز ناصحاً معالجته عن طريق تقوية القدرات الادخارية للامة الامريكية. والتأكيد في الوقت نفسه على آماني غير ملموسه وهي تحول الهند والصين الى قوى اقتصادية استهلاكية جديدة، وهو امر اذا ما تحقق سيرفع من القدرات الانتاجية التنافسية الامريكية.ولكن جاءت الازمة المالية العالمية لتقلب احلام برنانكي الاقتصادية الى كوابيس دفع العالم ثمنها الغالي بالبطالة والركود الاقتصادي الذي لم يشهد العالم نضيره منذ الازمة المالية العالمية 1929.
لتنزيل الدراسة بصيغة ملف بي دي أف.انقر هنا
(*) باحث وكاتب اقتصادي والنائب السابق لمحافظ البنك المركزي العراقي
الاراء المطروحة في جميع الدراسات والابحاث والمقالات المنشورة على موقع الشبكة لاتعكس بالضرورة وجهة نظر هيئة تحرير الموقع ولا تتحمل شبكة الاقتصاديين العراقيين المسؤولية العلمية والقانونية عن محتواها وانما المؤلف حصريا. لاينشر اي تعليق يتضمن اساءة شخصية الى المؤلف او عبارات الكراهية الى مكون اجتماعي وطائفة دينية أو الى اي شخصية أو مؤسسة رسمية او دينية