عام 1766 ولد الاقتصادي توماس مالثوس في إنكلترا ، وتأثر بالفلاسفة ديفيد هيوم وجان جاك روسو كما تأثر بالفكر اللبرالي وكتابات المدرسة الكلاسيكية، وعمالقتها آدم سمث وديفد ريكاردو ، حيث صاغ نظريته الشهيرة في السكان انها نظرية تشاؤمية تقول ان اعداد السكان تنمو بمتوالية هندسية فيما تنمو الموارد الطبيعية بمتوالية عددية ، الامر الذي سيجعل العالم ذات يوم يصل الى النقطة التي لا تكفي فيها تلك الموارد في اشباع افواه الناس، أي لا تكفي للوصول الى حد الكفاف ، وعليه كان يعتقد ان الحروب والكوارث والاوبئة هي عبارة عن ردود أفعال النظام الاقتصادي والطبيعي في دفاعه عن نفسه لأنها تصحح تلك المعدلات السكانية الجامحة باتجاه إعادة التوازن ، لقد اخذت نظريته ابعاداً جدلية واسعة الا انها فندت علمياً عند حصول الثورة الصناعية ، ولكنها تستعيد بريقها في زمننا هذا ومن نافذة اكثر خطرا هي نافذة المناخ وتدهور مواصفات البيئة ، ويمكن تسليط الضوء عليها من خلال الاتي :
اولاً : نبؤة مالثوس .. ليست خرافة :
حقيقة تزايد سكان العالم بصورة متسارعة بلغ اليوم بحدود 8 مليار نسمة تعيش على هذا الكوكب، وصار التزاحم على لقمة العيش امراً واقعياً، بل توقع الرجل زيادة في الحروب وآثارها التدميرية على البشرية كآلية يتم من خلالها إنقاص اعداد السكان، كما توقع حدوث الكوارث الطبيعية عندما يفقد كوكبنا القدرة على تحمل اعداد السكان المتزايدة، الامر الذي يؤدي الى تفاقم البراكين والزلازل والانزلاقات لتكون توسنوميات مميتة ( أ.د.محمد الدعمي ، صحيفة الحقيقة الدولية الالكترونية ).
عليه فان نبؤة مالثوس أصبحت حقيقة وقد يكون فايروس كورنا وتحوراته المتسارعة واحدة من أسباب تصحيح الطبيعة لامراضها وسوء التعامل معها لتلقي علينا اوبئتها، فهي تعالج امراضها بأمراضنا، سواء كانت هذه الأوبئة نتاج ولادة طبيعية او انها مخلوقة نتاج ممارسات إنسانية جائرة هي الأخرى جراء تداعي أخلاقي ناجم عن تزاحم الحياة واستمرار وطيس المنافسة على العيش وتحولاتها الى منافسة غير شريفة، فلم تعد اخلاق الفرسان تحكم منظومتنا الاجتماعية والإنسانية فكيف لا تثور علينا الطبيعة بايدي أناس عديمي الإنسانية.
لمواصلة القراءة انقر على الرابط التالي
أ.د.عبدالحسين العنبكي – المالثوسية.. تعود من نافذة المناخ – محررة
الاراء المطروحة في جميع الدراسات والابحاث والمقالات المنشورة على موقع الشبكة لاتعكس بالضرورة وجهة نظر هيئة تحرير الموقع ولا تتحمل شبكة الاقتصاديين العراقيين المسؤولية العلمية والقانونية عن محتواها وانما المؤلف حصريا. لاينشر اي تعليق يتضمن اساءة شخصية الى المؤلف او عبارات الكراهية الى مكون اجتماعي وطائفة دينية أو الى اي شخصية أو مؤسسة رسمية او دينية