تمهيد :
بكل يسر اطلق خبراء صندوق النقد الدولي تحذيراتهم عن مستقبل الاقتصاد العراقي باستخدام معيار يعتمده الصندوق في تحليله للمالية العامة من جهة وهموم الاقتصاد الكلي من جهة اخرى والتي تستند على معيار يمكن تسميته: درجة الحيوية المالية Fiscal Vitality وهو تعبير يستخدمه خبراء الصندوق لبيان قدرات الترابط بين الاستدامة المالية واستدامة الاقتصاد على وفق قاعدة تقييم ريعية الاقتصاد . فمعيار الصندوق الذي بلغ فيه ما يسمى بالأرصدة المالية الاساسية غير النفطية Non-oil primary fiscal balances –NOPFB له مدى مقلق، اذ يوضح معيار (الارصدة المالية الاساسية غير النفطية – والناتج من صافي حاصل قسمة الايرادات غير النفطية مطروحا منها الانفاق الكلي ،على الناتج المحلي الاجمالي غير النفطي) قد بلغ نسبة متزايدة وعاليه من العجز قدرها الصندوق بنحو (سالب 75) للعام 2023. حيث ان هذه النسبة في العام 2022 كانت تقدر بنحو ( سالب 67 ) وفي العام 2021 كانت بنحو (سالب 57) وكان يفترض ان يتناقص العجز في السنوات السابقة ليبلغ رقم تلك الارصدة الاساسية باقل من (سالب 20). وهو امر لم يتحقق . وان استمرار التحسن في انخفاض العجز في ( الارصدة المالية الاساسية غير النفطية NOPFB )يكون بفعل تاثير عاملين:
الاول، ارتفاع مساهمة الايرادات غير النفطية في الناتج المحلي الاجمالي للعراق و الثاني، انخفاض مساهمة النفط في الناتج المحلي الاجمالي لمصلحة نمو النشاطات الحقيقية الأخرى وكلاهما لم يتحققا ايضا.
ويلحظ إن ريعية الاقتصاد النفطية قد تعاظمت و إن مساهمات القطاعات الاقتصادية الاخرى غير النفطية قد تراجعت. فالإيرادات غير النفطية في الموازنة من جهة ومساهمات القطاعين الحقيقيين ( الزراعة والصناعة التحويلية ) من جهة اخرى ، كلاهما لم يتعديان نسبة 7% سواء على صعيد الايرادات العامة او على صعيد المساهمات في الناتج المحلي الاجمالي للبلاد.
ان جرص الانذار الذي دقه الصندوق في اليوم الاخير لمغادرة بعثة خبراء العراق مؤخراً قد ذكرنا بالكاتب الاسكتلندي توماس كارلايل Thomas Carlyle الذي وصف علم الاقتصاد بانه العلم الكئيب Dismal Science.
لمواصلة القراءة انقر على الرابط التالي
د. مظهر محمد صالح- العراق وصندوق النقد الدولي- التسلق على جدران العلم الكئيب
مرحبا .اريد اثني على جهودكم بتتمة العمل امصرفي لكي نلتحق ولو جزءيا مع ركاب الدول التي تحافظ على اموالها