كريستوفر جي. كُوين و أبيــﮔيل آر. هول:
ترجمة: مصباح كمال
وُلدت أمريكا من رحم الحرب. فقد جسّدت الثورة الأمريكية والدستور الذي أعقبها في الدولة الناشئة بعضًا من المبادئ الجوهرية لليبرالية: الحقوق الطبيعية، والحكم القائم على الرضا، وتقييد سلطة الدولة. غير أنّ الثورة لم تكن سوى الشرارة الأولى لحربٍ ستغدو جزءًا أصيلًا من الهوية الأمريكية. فمنذ عام 1798 وحتى عام 2023، خاضت الولايات المتحدة 469 تدخّلًا عسكريًا مُعترفًا به، أي بمعدل يقارب 2.08 تدخّلًا في كل عام.
مع ذلك، تختلف المغامرات العسكرية اللاحقة للحكومة الأمريكية اختلافًا جوهريًا عن الجهود الثورية الأولية لنيل الاستقلال. لم تكن هذه الصراعات تهدف إلى الإطاحة بحكم مَلِك أجنبي، بل تضمنت استعراض القوة العسكرية للدولة لتشكيل العالم والتأثير فيه — غالبًا باسم نشر الحرية أو صونها. تتيح الذكرى السنوية الـ 250 لتوقيع إعلان الاستقلال فرصةً للتأمل في المخاطر التي تُشكلها الحرب على المبادئ الليبرالية التي تُشكل أساس المشروع الأمريكي.
لقد شدّد كبار الشخصيات في بدايات التاريخ الأميركي على مخاطر الحرب. ففي عام 1795، كتب جيمس ماديسون James Madison ملاحظًا:
من بين جميع أعداء الحرية العامة، تُعدّ الحرب أشدّهم رهبة، لأنها تحتوي وتنمّي بذرة كلّ الأعداء الآخرين. فالحرب هي أمّ الجيوش؛ ومن الجيوش تنشأ الديون والضرائب؛ والجيوش والديون والضرائب هي الأدوات المعروفة لإخضاع الكثرة لسيطرة القلة. وفي الحرب أيضًا، تتسع السلطة التقديرية discretionary power للسلطة التنفيذية؛ ويتضاعف نفوذها في توزيع المناصب والأوسمة والمكافآت؛
لمواصلة القراءة الرجاء الضغط على الرابط التالي:
War-Dreaded Enemy of Liberty (1)

باحث وكاتب عراقي متخصص في قطاع التامين مقيم في المهجر


الاراء المطروحة في جميع الدراسات والابحاث والمقالات المنشورة على موقع الشبكة لاتعكس بالضرورة وجهة نظر هيئة تحرير الموقع ولا تتحمل شبكة الاقتصاديين العراقيين المسؤولية العلمية والقانونية عن محتواها وانما المؤلف حصريا. لاينشر اي تعليق يتضمن اساءة شخصية الى المؤلف او عبارات الكراهية الى مكون اجتماعي وطائفة دينية أو الى اي شخصية أو مؤسسة رسمية او دينية