أولاً: المقدمة
يتناول هذا الكتاب أساساً مسار التطور الاقتصادي في العراق، بما يتضمن أهم عناصره ومراحله والعوامل التي أثّرت فيه، خلال تاريخه الحديث الذي يمتد لفترة طويلة نسبياً. ويشمل ذلك التطرق إلى أهم القطاعات والسياسات والاستراتيجيات التنموية والعلاقات الاقتصادية والموارد الطبيعية والبشرية، الخ. ونتيجة لتعرض العراق لأزمات سياسية واجتماعية وجيوسياسية عديدة خلال هذا التاريخ، فأن عرض وتحليل هذا التطور يأخذ بالاعتبار الأزمات المذكورة من ضمن العوامل الأساسية المؤثرة فيه، وربما المتأثرة به. غير أن من المناسب الإشارة إلى أن تفسير وتحليل العوامل المسببة لهذه الأزمات يقع خارج نطاق هذا الكتاب.
وبالنظر إلى هذا التاريخ الطويل، يتبين أن بعض من هذه الأزمات، بأبعاده وتأثيره، لم يكن طارئاً أو وقتياً. ولقد برز بُعد آخر في عقد الخمسينيات تمثل في ظهور الفخ الريعي، بعد اتفاقية مناصفة الأرباح النفطية، ومن ثم استحكامه نتيجة لزيادة عوائد النفط في ما تلاها من عقود. ولقد ساهم الريع النفطي في ارتفاع المستوى المعيشي للسكان، خاصة أثناء “سنوات البناء”، من خلال زيادة القدرة المالية للميزانية العامة في تمويل تشييد البنى الأساسية والبنى التعليمية والصحية وإقامة وحدات إنتاجية وخدمية، الخ. ولكنه، بغياب معايير وضوابط متفق عليها مجتمعياً وسياسياً لتأمين حسن استخدامه، ساهم أيضاً في الخلاف الاجتماعي/السياسي الداخلي وفي نزاعات خارجية وما انطوى عليها من تدمير وخراب.
ومن الناحية الاقتصادية، فأن الأزمات التي عانى منها العراق خلال الأربعة عقود المنصرمة بالرغم من أنها واحدة من سلسلة من الأزمات التي تعرض لها خلال تاريخه الحديث فإنها كانت أطولها وأكثرها حدة وتأثيراً. ولقد كانت الضحية الأهم خلال هذه العقود هي غياب النظرة طويلة الأمد والسياسات والاستراتيجيات التنموية المناسبة المرافقة لها، والتي أصبح الاقتصاد العراقي نتيجتها اقتصاد أزمات وليس اقتصاد أداء وتنمية مستدامة. ولقد ساهم في ذلك تخلخل الجهاز الحكومي الإداري والتخطيطي، الذي كان ينبغي أن يمثل أهم مظاهر التوجه الوطني في تحقيق التنمية المستدامة والتقدم.
السؤال إذن، مع هذه النظرة لهذا التاريخ وإمكانية استمراره، لماذا هذا الكتاب؟ في الحقيقة، يعتقد الكاتب أن العرض والتحليل الاقتصادي المتعدد الجوانب الذي يتناوله الكتاب، ومن ضمنه ما يتعلق بتبعات وآثار الفخ الريعي، من ناحية، وتفاعل العلاقات المجتمعية، من ناحية أخرى، على الإدارة والسياسات الاقتصادية والاستراتيجيات التنموية، يفيد في تشخيص المسببات لاستمرار هذا الفخ وتواضع إمكانيات الإفلات منه وتحقيق التنويع الاقتصادي. ويساعد ذلك، بدوره، على صياغة استراتيجيات وبرامج ومسارات لتحقيق تنمية اقتصادية مُستدامة تساهم في تحقيق السلام الاجتماعي والوفاق الوطني في العراق.
لمواصلة القراءة يرجى تحميل ملف بي دي أف سهل القراءة والطباعة. انقر على الرابط التالي:
Merza_Summary_Iraqi_Economy_Crises_&_Development1_2018
يمكن الحصول على نسخة من الكتاب من موقع النيل وفرات على الانترنت التالي
https://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb311373-301177&search=books
(*) باحث وكاتب اقتصادي عراقي درس علم الاقتصاد في جامعة بغداد وحصل على شهادة الدكتوراه من بريطانيا. عمل في وزارة التخطيط العراقية وفي اطار البرنامج الانمائي للامم المتحدة كخبير اقتصادي دولي في وزارة التخطيط الاردنية ووزارة التخطيط الليبية.
د. علي خضير مرزا: كتاب الاقتصاد العراقي: الأزمات والتنمية
الاراء المطروحة في جميع الدراسات والابحاث والمقالات المنشورة على موقع الشبكة لاتعكس بالضرورة وجهة نظر هيئة تحرير الموقع ولا تتحمل شبكة الاقتصاديين العراقيين المسؤولية العلمية والقانونية عن محتواها وانما المؤلف حصريا. لاينشر اي تعليق يتضمن اساءة شخصية الى المؤلف او عبارات الكراهية الى مكون اجتماعي وطائفة دينية أو الى اي شخصية أو مؤسسة رسمية او دينية
اود ان اشير في البداية الى ان الدكتور علي ميرزا قد نشر الكثير من الدراسات في موقع شبكة الاقتصاديين العراقية وياتي كتابه الجديد موضوع تعليقنا تتويجا للتلك البحوث والدراسات التي تتسم بالمنهجية الموضوعية والوصف والتحليل بكل امانة ودقة علمية
من خلال اطلاعي على هذه المقدمة الموجزة ادركت بان الدكتور علي ميرزا قد وضع يده على الجرح العميق من خلال بحثه فيما تعرض له العراق من ازمات سياسية واجتماعية وجيوسياسية عديدة
عسى ان تحفز هذه المقدمة القاريء النبيه الى اقتناء الكتاب للتعرف على المشاكل والازمات المجتمعية بتفاصيلها والتعرف على اثارها السلبية التي جعلت الاقتصاد العراقي اقتصاد ازمات وليس اقتصاد تنمية
ولكن الاهم من ذلك اتمنى ان يتم وضع ما ورد في هذا الكتاب موضع الدراسة والتامل والتطبيق العملي من اجل وضع بلدنا العراق على سكة النمو والتنمية المستدامة
شكرا للدكتور علي خضير ميرزا على جهوده العلمية وابحاثه التنموية وفكره النير
مع خالص التقدير