إعادة هيكلة الشركات العامة .. الوهم مجددا
الوهم ليس فقط في موضوع الشركات العامة، انه في مفاصل الإصلاح الاقتصادي كلها، ونحن تحت وطيس المعارك المقدسة ضد داعش في عام 2014 جاءت حكومة السيد العبادي وكانت هنالك ازمة مالية خانقة سرعان ما كشفت عن عورات وهشاشة النظام الاقتصادي والسياسات الاقتصادية المتخبطة المتبعة في العراق بسبب عدم وجود رافعة مالية تساعد الحكومة في التعديل والتدخل الإيجابي في أوقات الازمات لاستعادة التوازن للاقتصاد فضلا عن السياسات الشعبوية المثقلة للموازنة العامة والمخربة لسلوك الجمهور الاستهلاكي والمعاشي وتحويلهم الى تنابل تعتاش على رواتب الدولة، فكانت الاختناقات تأخذ مداها في تشويه التنمية من خلال إيقاف جميع المشاريع الاستثمارية في أوقات الشحة المالية ، مثلما كانت الفوائض تأخذ مداها في تخريب الإدارة المالية والرقابة المالية نتيجة الهدر والضياع والانفاق المفرط على مشاريع غير مهمة وأخرى وهمية في أوقات الوفرة المالية.
أولا: طابور التخريب ..من أبناء النظام الجديد :
كان هنالك اشخاص كثر من ضحايا الطاغية ولكنهم في طابور التخريب والتأخير ، مثلا، شخص كان يحيط نفسه بهالة كبيرة من الغموض والحزم والصرامة وتقمص الجدية المفرطة ودقة المواعيد ليبدو انه يحترم عامل الزمن كما رجالات الغرب، كان يهيمن على مكتب رئيس الوزراء الخاص والإداري، صرت امتلك فراسة للأشخاص الوافدين من الغرب مع الحكومات الجديدة، هؤلاء عادة يملئون فجوة الفراغ المعرفي بهذه الكاريزما المصطنعة وكنت عادة اتحاشاهم لكي لا اسمع منهم ما يزعجني، الا انه تقدم نحوي قائلا حضرتك فلان قلت نعم انا هو، ابتسم بحقد وقال سمعت عنك الكثير في واشنطن، قلت خيرا ان شاء الله، قال كل الخير، فقال ذكروا ان كل اوليات الإصلاح الاقتصادي في العراق عندك، قلت نعم، واردفت قائلا لدينا مخرجات برنامج الإصلاح الاقتصادي وهي نتاج فرق عمل الكثير من الخبراء المحليين والدوليين، ولكن مشكلتنا في التنفيذ، وانا مستعد ان ازودك بكل شيء واضع يدي بيدك للتنفيذ، أجاب متفقين، في اليوم التالي حملت كل مخرجات الإصلاح واطلعته على كل متطلب من المتطلبات ومسؤولية التنفيذ، شكرني، ووعدني بالتواصل، ولأنه غربي التصنع كان يحدد السقوف الزمنية بالساعات وليس بالأيام قائلا خلال 48 ساعة اتصل بكم، مرت الأسابيع والشهور وانا أحاول تذكيره دون جدوى، حتى علمت بعد سنة من ذلك اللقاء انه أسس وحدة الإصلاح الاقتصادي، وجاء بأشخاص ممن كانوا يعملون سكرتاريات لدى فرق الإصلاح الاقتصادي السابقة لتنظيم الأمور اللوجستية وطباعين وسلمهم ملفات كبيرة لا يفقهون شيء فيها، كان الخبراء الدوليين الكبار يقفون اجلالا لرؤيا وطروحات رؤساء الفرق السابقين لما يمتلكوه من خبرة علمية وعملية، وعندما وجدوا ان اقرانهم في وحدة الإصلاح الاقتصادي الجديدة من الكادر البسيط امتنعوا عن الحضور وصاروا يرسلون بالمقابل موظفيهم من اقران البسطاء لتدوين الملاحظات ليس غير، وهكذا وئد الإصلاح الاقتصادي مجددا.
لمواصلة القراءة انقر على الرابط التالي
أحسنتم استاذناالدكتور العنبكي.
كنا في الوظيفة نعيش المشكلة ونتألم لانهم لايستمعون لما نطرح من افكار وخطط للعلاج وكانون يتركون الصناعة تحتظر ويهيئون وسائل الدفن وليس سبل الانقاذ. وخلصنا ورضخنا لمن يقول ان الامر سياسي والقرار متخذ والتجار هم الذين ينتعشون. ولاحول ولا قوة الا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل.
احسن الله اليكم
نعم للاسف لا احد يريد سماع الراي السليم مجرد تمشية امور والمراهنة على الامد القصير حتى اصبحنا امام استحقاقات الامد الطويل