محمد سلمان حسن

صحيفة المؤتمر الالكترونية: شخصيات عراقية .. الدكتور محمد سلمان حسن

دعا الشهيد الدكتور محمد سلمان حسن لأول مرة في العراق لتأميم النفط،من خلال دراسة عميقة جدا القيت في نقابة الاقتصاديين اواخر ستينات القرن العشرين ونشرت بكتاب تحت عنوان”نحو تأميم النفط العراقي”.يقول الخبير النفطي فؤاد قاسم الامير”ما جلست يوما او اتحدث او اقرأ او اكتب عن النفط العراقي،الا ووجدت امامي الشهيد الدكتور محمد سلمان حسن.كنت اتناقش واتجادل معه،ولكن كنت دائما امامه تلميذا يتعلم الكثير من مفكر كبير في الاقتصاد العراقي يعتبر الأفضل،وانه في دراساته نحو(تأميم النفط العراقي)التي القيت كمحاضرة سنة 1966 لم يكن فقط الأول في طرح مسالة التأميم ولكنه كان افضل من اوضح لماذا يمكن ان ينجح التأميم في تلك الظروف”.

لم يكن محمد سلمان حسن مفكرا فذا وعلى نطاق عالمي فحسب بل كان مناضلا صلبا،فرغم فصله من البعثة العلمية وسحب جوازه لأسباب سياسية فقد أكمل الدكتوراه في الاقتصاد السياسي من جامعة اكسفورد بامتياز سنة 1958 بنفس الوقت الذي كان فيه احد قادة الحركة الطلابية في المملكة المتحدة،قبل ذلك شغل محمد سلمان حسن عضوية الهيئة الاستشارية لمجلس الأعمار الذي ظهر الى الوجود بموجب قانون رقم(23)لسنة 1950 اثر ارتفاع حصة الحكومة العراقية من عائدات النفط ،وربطته علائق حميمة مع الخبراء الذين قدموا المشورة للحكومة العراقية آنذاك،وفي مقدمتهم اللورد سولتر و كارل أيفرسن.احتل محمد سلمان حسن بجدارة موقعه في الطاقم الذي هندس السياسة الاقتصادية للجمهورية العراقية الفتية،كما ساهم في عضوية الوفد العراقي الذي ابرم الاتفاقيات الاقتصادية مع الاتحاد السوفييتي والصين الشعبية.اعتقل في انقلاب شباط 1963 وعذب ومزقت اذنه،وفصل من الخدمة،لكن لم يلن.

في ايلول 1966 رفع محمد سلمان حسن وابراهيم كبة ومصطفى علي وعبد الوهاب محمود مذكرة الى ناجي طالب(رئيس الوزراء)اكدت على ان المسألة الأساسية في الوضع العام في العراق بعد نجاح ثورة 14 تموز في دك النظام الملكي الاستعماري وازالة قشرته السياسية،تمحورت حول المسألة الاجتماعية،اي مسألة الثورة الاجتماعية التي نضجت مستلزماتها الموضوعية اي ديناميكية الصراع الطبقي الاجتماعي،وبالتالي السياسي،بعد ان كان المحور قبل تموز يدور حول المسألة الوطنية.وبتاريخ: 16/12/1966 رفع محمد سلمان حسن مع ابراهيم كبة ومصطفى علي وعبد الوهاب محمود مذكرة الى رئيس وزراء الجمهورية العربية السورية تأييدا للموقف السوري ضد احتكارات النفط الدولية!

اعتقل في تشرين الثاني 1984 بسبب انتقاداته للسلطة وعذب بوحشية ولم تنكسر معنوياته،فادخل مستشفى الأمراض العقلية قسرا،وتعمدوا تجهيز المجانين بالهراوات للقضاء عليه ولكن لم ينثن،ثم أفرج عنه ومات بعد فترة قليلة في كانون الثاني عام 1989 في ظروف فاجعة اضفت الى الوفاة سمة الاغتيال المدبر الوحشي،وقبلها بفترة قصيرة كان قد اغتيل ابنه الشهيد عمار!.

ان اغتيال محمد سلمان حسن(ابو مازن)تم في الأوقات المرة التي كان فيها صدام الشخص المدلل للامبريالية الأمريكية ورجلها في الشرق الأوسط.لقد قدم ابو مازن شخصه وابنه في سبيل هذا الوطن وقضيته الأساسية النفط. ان الأرض التي انجبته وارضعته هذه الوطنية الفائقة وحب العراق بلا حدود ستنجب آخرين وآخرين سيوصلون العراق الى ماكان عليه طوال تاريخه عصيا على الغزاة متألقا بابداعاته،غده مزدهر سعيد،ما ان تصيبه كبوة الا لينهض لبناء وطنه وشحذ امكانياته.
ترك الدكتور محمد سلمان حسن لمكتبة الشعب العراقي الوطنية عشرات الدراسات والبحوث والمقالات الاقتصادية بتكليف من هيئات ومنظمات عربية ودولية اضافة الى ترجماته وكتبه،ومحاضراته في المحافل الوطنية والدولية.دعمته وعاضدته في عمله الاكاديمي والاجتماعي والسياسي زوجته السيدة ايسر الخفاف،وهي من الناشطات الاوائل في رابطة المرأة العراقية.واحتضنت الثقافة الجديدة غيض من فيض دراساته القيمة حول جوانب مختلفة من الاقتصاد العراقي:القضية الزراعية في العراق/الاصلاح الزراعي/صناعة الاسمنت/السياسة النفطية/مظاهر التبعية الاقتصادية/اتفاقية التعاون الاقتصادي والفني بين العراق والاتحاد السوفييتي..الخ.

المصدر: صحيفة  المؤتمر الالكترونية، العدد 2983 ليوم 05 حزيران 2014

http://www.almutmar.com/index.php?id=201027625
 

الاراء المطروحة في جميع الدراسات والابحاث والمقالات المنشورة على موقع الشبكة لاتعكس بالضرورة وجهة نظر هيئة تحرير الموقع ولا تتحمل شبكة الاقتصاديين العراقيين المسؤولية العلمية والقانونية عن محتواها وانما المؤلف حصريا. لاينشر اي تعليق يتضمن اساءة شخصية الى المؤلف او عبارات الكراهية الى مكون اجتماعي وطائفة دينية أو الى اي شخصية أو مؤسسة رسمية او دينية

التعليق هنا

%d مدونون معجبون بهذه: