النفط والغاز والطاقة

فاضل علي عثمان: عام 2016 سنة خريف النفطي العربي !!!

We are living in a strange world
poised between hope & despair.
Charles Dickens (1859). A Tales of Two Cities.

(1) الحيثيات والتطورات في السوق النفطية الدولية
شهدت اسعار النفط هبوطاً مستمراً منذ يونيو 2014، اذ بلغت نسبة تراجع اسعار النفط حتى نهاية الشهر الاول من العام الحالي 2016 الى 65%، وهو ادنى سعر يصله منذ 11 سنة. وبلا شك فإن انهيار اسعار النفط بهذه الصورة قد الحق ضرراً بمصالح المنتجين، حيث بدأت معظم الدول النفطية في مراجعة موازناتها العامة، وتقليص نفقاتها ، والبعض الآخر لجأ الى الاحتياطيات النقدية او السحب من الصناديق السيادية. ومن المتوقع ان تتراجع معدلات النمو في الدول المنتجة للنفط وتراجع قيمة ناتجها المحلي ايضاً.
إن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها الدول المصدّرة للنفط قد تضطرها الى تخفيف حدة التوتر السياسي بينها، ويجعلها تسعى لاستكشاف سبلٍ للتعاون فيما بينها، من أجل دعم سعر النفط ورفعه لأنهم يعانون جميعاً من شدائد انخفاض اسعار النفط. ويمكن لهذا الوضع أن يفتح نافذةً لدبلوماسيةٍ خلاّقة، فترتبط محادثات النفط بإدارة الأزمة الإقليمية الأوسع نطاقاً، لذا ينظر الى عام 2016 بانه قد يكون عام الحسم رغم التشابكات السياسية والاقتصادية والامنية التي هزت بعض مناطق العالم. وبعكسه، فإن استمرار تدهور الحالة قد يفضي الى الدخول في نزاعات عسكرية اكثر واخطر مما جرى خلال الأعوام السابقة، وتنهار دول وتتساقط عروش كما تتساقط أوراق الخريف وبسرعة مخيفة ومرعبة. وتستمر الحالة المأساوية التي تعيشها شعوب بعض المناطق من قحط وفقر ونزوح وهجرة من اوطانها وديارها دون ان تجد من يأويها مثل ما جرى عام 2015 مما سيهدد الاستقرار في تلك الدول ايضاً.
قد يعتقد البعض ان المشكلة الرئيسية التي يعاني منها عالمنا المضطرب هي هبوط أسعار النفط لمستويات متدنية. الا ان الأحداث اثبتت بان هذا العامل قد ترابط مع عوامل اخرى وتشابك بصورة معقدة، واستخدم مرة اخرى كأداة معبرة عن الخلافات ووسيلة من وسائل النزاعات السياسية والانهيارات الاقتصادية وعدم استطاعة الدول الكبرى ولا الامم المتحدة من حل هذه المشاكل او التقليل من تأثيرها.
ومما زاد الطين بلّه هي زيادة الأقطاب المتناحرة ذات التأثير الإقليمي والعالمي. ولم يعد تأثير القطب الواحد الذي كان منفرداً منذ عام 1990، حين كانت الولايات المتحدة الامريكية هي اللاعب الوحيد في الساحة الدولية، بل دخلت روسيا مرة اخرى كقوة مؤثرة. ذلك بالإضافة الى تزايد تأثير الصين الاقتصادي، وعودة أوروبا كرديف الى الولايات المتحدة او كعنصر فاعل منفصل. وبدء التصارع بين هذه الدول كأطراف لها منافع اقتصادية واطماع سياسية واقليمية، والتي تدافع عنها لضمان مصالحها التي تتعارض بعضها مع البعض، مما أدى الى تحريك مناطق توتر وصراع إقليمي بعيداً عنها.
وبعيداً عن نظرة التشاؤم، فإن هناك دلالات تشير الى ان الاتفاق الدولي مع ايران ومحاولة إنهاء الحرب في سوريا وإمكانية التخلص من داعش في العراق وحلحلة المشكلة في اليمن ومحاولة دفع ليبيا نحو الاستقرار، قد يتمخض عن ذلك أخيراً عودة الدول المنتجة للنفط خارج وداخل منظمة اوبك الى منطق الحكمة والمصلحة الاقتصادية لبلدانهم ومعالجة المسببات التي ادت الى انهيار الاسعار، وبحث سبل تحقيق استقرار السوق النفطي. وقد يشهد عام 2017 استقراراً نسبياً
لمواصلة القراءة يرجى تنزيل الدراسة كاملة كملف بي دي أف من خلال التقر على الرابط التالي

Fadhil Othman-Oil Market in 2016-final version

(*) خبير نفطي عراقي
حقوق النشر محفوظة لشبكة الاقتصاديين العراقيين. يسمح بأعادة النشر بشرط الاشارة الى المصدر. 26/2/2016

الاراء المطروحة في جميع الدراسات والابحاث والمقالات المنشورة على موقع الشبكة لاتعكس بالضرورة وجهة نظر هيئة تحرير الموقع ولا تتحمل شبكة الاقتصاديين العراقيين المسؤولية العلمية والقانونية عن محتواها وانما المؤلف حصريا. لاينشر اي تعليق يتضمن اساءة شخصية الى المؤلف او عبارات الكراهية الى مكون اجتماعي وطائفة دينية أو الى اي شخصية أو مؤسسة رسمية او دينية

التعليق هنا

%d مدونون معجبون بهذه: