مقالات وأبحاث

عبد الهادي الخليلي: نعي الأستاذ الدكتور الراحل إحسان البحراني

وهذه الأرض تحتضن من جديد قامة سامقة من قامات الطب في العراق والعالم العربي. قامة لها حضورها المميز في تطور الطب علماً وخلقاً وخلدت بصماتها على كل من عرفها.
لقد فقدنا أستاذنا وأخينا وعزيزنا أبا علي، الأستاذ الدكتور إحسان البحراني، وبفقده تهدم ركن مهم من أركان الطب وبالأخص طب القلب في وطننا.
كان الأستاذ إحسان عـَـلماً في اختصاص القلب وقد وضع أسس الاختصاص مع العديد من الرموز الخالدة الذين توفاهم الله؛  الأستاذ الدكتور يوسف النعمان والأستاذ الدكتور مؤيد العمري وغيرهم من الافذاذ.
كان رحمه الله قلباً نابضاً بحب مريضه وطالبه، مخلصا متفانيا في سبيل إعلاء شأن الطب في كل آفاقه. كان صوته الجهوري الذي تسمعه على البعد والذي يطغي على أصوات كل الحضور في اجتماع علمي أو مؤتمر أو لقاء أخوي، يطغي ليس فقط بعلوه ولكن بالأصالة النابعة من القلب التي تجعل الجميع يسمعون وينصتون.
بالرغم من علو شأنه لم يكن هناك أي حاجز بينه وبين طالب ومريض أو زميل فبتواضعه الجم حبب الجميع له واستمع لهم ولبى حاجتهم بكل ما يستطيع.
كان رحمه الله نعم الأستاذ المعلم في الصف وفي الردهة ونعم المثل في التعامل مع المريض والآخرين.
لم يكن يبغ من خدمته للآخرين وعلى كل المستويات سوى رضا الله ورضا نفسه الخيرة وإعطاء مثلاً صالحاً يـُقتدى به.
مع الألم والحسرة اضطر كما اضطر جلُّ من هم على شاكلته أن يغادر الوطن ويخسر العراق هذا العـَلَم  ويخسر أقرانه الذين ساهموا ببناء هرم الطب الشاهق.
غادرنا العزيز وقد نضب الدمع في المقل وجفت الحنجرة من كثرة ما سكبنا من دمع وبكينا على من فقدناهم من أعزة في خارج وداخل العراق. ولكن فقدانك أدمى القلوب وعزاؤنا فيما خلَّفت من ذكرى خالدة لن تمحوها السنين، ذكرىً عبقة تسمو بالخلق والمعرفة والإخلاص
ذكراك لن تغيب بما خلـَّفت وبمن خلـَّفت من أنجال صالحين ساروا على نهجك الصالح محروسين بعناية الله.
 
أعزي و آواسي استاذي وأخي أبا رؤوف، الأستاذ الدكتور زهير الذي فقد أخاً وصديقاً ورفيقاً ولكن سيملأ الفراغ الذي أحاط به بما يحمله من إيمان بالله العلي القدير وما أراد الله بما لا يرد ولا يبدل.
أعزي السيدة الفاضلة الصابرة شريكة حياته والدة العزيز شامل.
وكذا أعزي الأخت الكريمة بشرى والاخت العزيزة ام رؤوف، الدكتورة فائدة والعزيز الدكتور نزار الرحيم وأعزي كل آل البحراني الطيبين الأكارم وأعزي كل محبيه وأصدقاءه.
أخص بالعزاء أحبتي علي ومحمد وغادة  وأيمن  وكذلك عادل الراوي ومحمد الكيلاني بهذا المصاب الجلل وأرجو الله ان ينعم عليهم وعلى الجميع بالصبر والسلوان.
أسكن الله فقيدنا فسيح جناته وأنعم عليه بالسعادة الأبدية وحشره مع النبيين والصديقين والصالحين.
وإنا لله وإنا اليه راجعون
__._,_.___
 

الاراء المطروحة في جميع الدراسات والابحاث والمقالات المنشورة على موقع الشبكة لاتعكس بالضرورة وجهة نظر هيئة تحرير الموقع ولا تتحمل شبكة الاقتصاديين العراقيين المسؤولية العلمية والقانونية عن محتواها وانما المؤلف حصريا. لاينشر اي تعليق يتضمن اساءة شخصية الى المؤلف او عبارات الكراهية الى مكون اجتماعي وطائفة دينية أو الى اي شخصية أو مؤسسة رسمية او دينية

التعليق هنا

%d مدونون معجبون بهذه: