قطاع التأمين الوطني والاجنبي

يحيى الصفواني: تجربتي في العمل في قطاع التأمين في العراق وفي بعض الدول الخليجية

ما قبل السعودية: تأسيس المعرفة والخبرة التأمينية في العراق

عندما قررت الانتقال للعمل في المملكة العربية السعودية في عام 1987 كنت مُحملاً بتدريب وخبرة طيبة من فترة عملي في وكالة المرحوم الدكتور عبد الحميد الهلالي للتأمين في بغداد ولمدة 3 سنوات كمساعد ملاحظ assistant supervisor.  وكنت أعمل فيها بعد ساعات دراستي في الجامعة.  ثم شاءت الصدف ان كانت وحدتي العسكرية التي كنت أقضي فيها فترة خدمتي العسكرية تتحرك عائدة إلى بغداد إذ رأيت عدداً من زملاء الدراسة الجامعية والمعفيين من الخدمة العسكرية مجتمعين عند ساحة الخلاني حيث توقف الرتل ودار حديث سريع بيننا علمت منه انهم بصدد التقديم لوظائف شاغرة في شركة التأمين الوطنية.  ومن باب المزاح دعوني للإنضمام إليهم لأنها فرصة خصوصاً وأنا على وشك التسرح حال عودتنا للمقر، واننا في زمن التقشف المعلن آنذاك وشد الأحزمة على البطون، وفرص الحصول على وظيفة نادرة، وكانت الدولة هي المشغل الأكبر للشرائح التي تمثل طاقة العمل في العراق.

طلبت من آمر وحدتي أن يسمح لي بالتخلف والالتحاق بهم بمجرد الانتهاء من تقديم طلبي بعد أن شرحت له كل ما سبق ذكره من الملابسات بعجالة، فكان من المروءة بمكان أن سمح لي بذلك.  عند الاقتراب من مدخل عمارة الشركة فوجئت بوجود مظاهرة أكثر منها إجراءات تقديم لطلبات تعيين، حيث كان هناك ما يقارب المائة من الذكور والإناث من حديثي التخرج.  ولحسن الحظ كان الأمر مقتصراً على ملء استمارة طلب التعيين على أن يقدم من يستقر عليه الاختيار بقية المستندات في وقت لاحق.

استقر الأمر على 9 أشخاص من ذكور وإناث، وكان هناك مقابلة شخصية وأنتهى الأمر إلى 3 أشخاص، ذكرين وأنثى، كنت واحداً منهم.  وهكذا أصبحت موظفاً في هذه الشركة العملاقة بطاقم موظفيها وتاريخها الجميل، فأصبحت وأنا أحمل عنوان معاون ملاحظ في قسم إعادة التأمين بصحبة أنطوان سليم، مدير القسم، وسيروب كيروب، معاونه، وثناء كنونه وسهاك جزفيان والذي عملت معه في إعادة الحريق وتعلمت منه الكثير في العمل المكتبي والكشف الموقعي على الأخطار والمصانع التي كانت قائمة آنذاك وخانات الشورجة، وتوزيع الأخطار بالشكل الصحيح.  وكنا نستمتع سوياً بتناول قيمر السدّة عند إجراء الكشوف هناك أو عند الذهاب إلى مصنع النسيج الناعم في الحلة.  وسعدتُ بصحبة بقية فريق العمل كسركيس ونيفير، سكرتيرة القسم، ومن أعقبهم بعد ذلك من الأصدقاء.

كان عملي ذاك مصحوباً بسيلٍ من الدورات التدريبية المتوالية بدءاً بالتأمينات العامة ومبادئ التامين مروراً بالدورة الثالثة عشر في التأمينات العامة في سويسرا 13th Course in General Insurance, Swiss Insurance Training Centre, Zurich (SITC) وانتهاءاً بالدورة التأمينية الأفريقية/الآسيوية Afro-Asian Training Course.

في نهاية الخمس سنوات التي قضيتها في شركة التأمين الوطنية تحت إدارة مديرها العام الأستاذ عبد الباقي رضا، بدأت أفكر بالانتقال للعمل خارج العراق.  وكنت قد تزوجت وكان طفلي الأول قد حلَّ ضيفاً، ولم يكن هناك مجال للترفيع وبالتالي تحسنٌ في المركز الوظيفي والمالي بالتبعية لأنه، وكما كان سيروب يقول، إن القاعدة في شركة التأمين الوطنية انك لن تتقدم ما لم يتوفى الذي أمامك في المركز الوظيفي بسبب ازدحام التأمين الوطنية بالخبرات والتي لم تزل شابة وأمامها عطاء طويل.  وكان يضرب مثلاً بحالته وأنطوان سليم.

لمواصلة القراءة يرجى تنزيل ملف بي دي أف سهل الطباعة. انقر على الرابط التالي

Yahia Al-Safwani-My Insurance Experience in Iraq and some Gulf states-final

(*) خبير متمرس في التأمين متقاعد ومقيم في المهجر

(**) نشرت هذه الورقة في موقع مرصد التأمين العراقي وهو صاحب حقوق النشر. يسمح بأعادة النشر بشرط الاشارة الى المصدر الاصلي:

https://iraqinsurance.wordpress.com/2016/06/08/yahia-al-safwani-my-working-experience-in-the-saudi-insurance-sector/

الاراء المطروحة في جميع الدراسات والابحاث والمقالات المنشورة على موقع الشبكة لاتعكس بالضرورة وجهة نظر هيئة تحرير الموقع ولا تتحمل شبكة الاقتصاديين العراقيين المسؤولية العلمية والقانونية عن محتواها وانما المؤلف حصريا. لاينشر اي تعليق يتضمن اساءة شخصية الى المؤلف او عبارات الكراهية الى مكون اجتماعي وطائفة دينية أو الى اي شخصية أو مؤسسة رسمية او دينية

التعليق هنا

%d مدونون معجبون بهذه: