تاريخ العبودية والموجات الاستعمارية

روبن بلاكبيرن*: تصفية الحساب: من العبودية الثانية إلى الإلغاء، 1776-1888

المراجع: كريس بامبري**

ترجمة: مصباح كمال***

روبن بلاكبيرن: تصفية الحساب: من العبودية الثانية إلى الإلغاء، 1776-1888، دار النشر: فيرسو، 2024، 544 صفحة.

Robin Blackburn, The Reckoning: From the Second Slavery to Abolition, 1776-1888 (Verso 2024), 544pp.

في مجلده الخامس والأخير، تصفية الحساب: من العبودية الثانية إلى الإلغاء، 1776-1888، في سلسلته التي ترسم تاريخ العبودية في العالم الحديث، يحّول روبن بلاكبيرن انتباهه إلى العبودية الثانية[1] Second Slavery، ونظام المزارع plantation في الولايات المتحدة حيث تقوم الولايات المتحدة وكوبا والبرازيل بزراعة القطن والسكر والقهوة لتلبية احتياجات أوروبا الغربية والولايات الشمالية من الولايات المتحدة الأمريكية.

كانت هذه المزارع مرتبطة بصناعات المنطقتين أيضًا، وليس أقلها مصانع القطن في لانكشاير [انجلترا]، وتم تمويلها من قبل بنوكها، التي كانت سعيدة بقبول العبيد كضمان collateral للحصول على قروض للمزارعين.  وهكذا لم يصبح العبيد مجرد أموال منقولة عاملة chattel، بل أصبحوا أيضًا ممتلكات واستثمارات.

مع استخدام العبيد كضمان، كان بإمكان مالكي العبيد توسيع مزارعهم، أو شراء أراضٍ جديدة مفتوحة في مكان آخر، عن طريق استخدامها للحصول على قروض عقارية أو قروض أخرى.  يقول روبن بلاكبيرن: “إن إحدى السمات الحاسمة لرأسمالية مالكي العبيد هي أن المُزارع كان لديه ضمانات – عبيده – لتمويل التحسينات… وقد أتاح النظام المالي الأمريكي المتطور نسبيًا إجراء الاستثمارات بسرعة وفعالية… وقد شجع الائتمان التخصص في المحاصيل داخل الجنوب [في الولايات المتحدة الأمريكية]، بالإضافة إلى فتح مناطق جديدة والتحوّل من التبغ والأرز إلى القطن والسكر والقمح.  لقد صار امتلاك العبيد مصدرًا للضمانات، وكان العبيد أنفسهم – بكل معنى الكلمة – أصولًا متنقلة تلعب دورها المرهق في رأسمالية مالكي العبيد.” (ص 168).

 

العبودية والتصنيع

كان نظام الإنتاج القائم على العبيد الذي مارسته بريطانيا وفرنسا وهولندا في وقت سابق في منطقة البحر الكاريبي، يتم على نطاق أصغر بكثير مع القليل من الميكنة.  في جين أن العبودية الثانية تركزت على مزارع القطن الصناعية industrial cotton والسكر والقهوة واسعة النطاق التي تستخدم الآلات؛ وكان أشهر هذه الآلات محلاج القطن، لكن الميكنة امتدت أيضًا إلى مزارع السكر والبن الكوبية والبرازيلية.  وبعيدًا عن جعل الحياة أسهل بالنسبة للعبيد، فقد كان ذلك يعني دفعهم إلى العمل بشكل أسرع ولفترة أطول، وبعبارة أخرى، زاد استغلالهم.

[1] تطورت “العبودية الأولى” في أواخر العصر الإقطاعي وأوائل نشوء العالم الحديث في الفترة من 1520 إلى 1800، حيث كانت الرأسمالية في مهدها، وارتبطت بأنظمة العبودية الكولونيالية التي طورتها إسبانيا والبرتغال وهولندا وبريطانيا وفرنسا، وانتهت بموجات من التمرد وإلغاء العبودية بين عامي 1791 و1848.

 

أما “العبودية الثانية” وخاصة في جنوب الولايات المتحدة، البرازيل وكوبا فقد نشأت في الأعوام 1800-1860 في خضم عملية تصنيع واسعة النطاق و”تراكم بدائي” ممتد.  لكن التصنيع ونشأة الحداثة لم يعني تلقائيًا نهاية العبودية، بل بالأحرى تكثيفها وانتشارها.  وكانت النتيجة قيام عبودية جديدة في الأميركتين وإعادة صياغتها وتنظيمها لصالج رأس المال والإمبراطورية. (المترجم.  منقول بتصرف من الموسوعة الحرة)

لمواصلة القراءة انقر على الرابط التالي

روبن بلاكبيرن- تصفية الحساب- من العبودية الثانية إلى الإلغاء، 1776-1888

الاراء المطروحة في جميع الدراسات والابحاث والمقالات المنشورة على موقع الشبكة لاتعكس بالضرورة وجهة نظر هيئة تحرير الموقع ولا تتحمل شبكة الاقتصاديين العراقيين المسؤولية العلمية والقانونية عن محتواها وانما المؤلف حصريا. لاينشر اي تعليق يتضمن اساءة شخصية الى المؤلف او عبارات الكراهية الى مكون اجتماعي وطائفة دينية أو الى اي شخصية أو مؤسسة رسمية او دينية

التعليق هنا

%d مدونون معجبون بهذه: