الاستثمار الوطني والاجنبيالرئيسيةقضايا محاربة الفساد والحوكمة الرشيدة

أ.د.عبدالحسين العنبكي *: الاستثمار في العراق .. بين فخين التعقيد والتفريط

بسام شاب ثلاثيني وهو مستثمر امريكي من اصل عراقي ، هاجر مع والده الأستاذ الجامعي هربا من ملاحقة نظام الطاغية في عمر 6 سنوات ، عاد في 2019 حاملاً معه ذكريات الطفولة التي تشده الى بلده ، وحاملاً معه تخصص علمي مهم وأفكار ريادية في مجال الاعمال ، قرر ان يؤسس شركة للتسوق الشبكي في العراق ومن هنا بدأت قصته مع الاستثمار ، فأي الافخاخ سيكون نصيبه ، فخ التعقيد وعليه ان يكفر بالعراق ويعود ادراجه نادبا حظه العاثر، ام العكس ، سيحصل على كل التسهيلات والدلال الحكومي المفرط لكي يحصل بعض موظفي الدولة الماسكين بمفاصل منح الاجازات والرخص وتخصيص موقع المشروع وتسهيلات التمويل والعلامات التجارية وغيرها على العمولات السخية مقابل هدر الفرص وهدر الاصول والحاق الضرر بالعراق وشعبه ولن تكون هنالك تنمية حقيقية بالتبعية، ولهذه القضية ارتدادات وتشعبات نتابعها في الاتي :

 

اولاً : بدء ممارسة الاعمال :

 

شاءت الصدفة ان التقي بالمستثمر بسام عندما عرف بموقعي الوظيفي وتخصصي حاول الاستفهام مني وربما حاول اظهار استغرابه وهو يبحث عن تساؤلات محيرة ، لغته العربية كانت بلكنة اجنبية رغم انه يحاول اثبات تمكنه من اللهجة العراقية ، فبادرني متسائلاً ، ( دكتور انتم عدكم في العراق أبو الجاي جداً مهم ) ، ابتسمت قليلاً ولكن كنت الاحظ انه لا يتهكم وانما يتكلم بقناعة وجدية ، قلت لم افهم أستاذ بسام ماذا تقصد ( أبو الجاي جداً مهم ؟) ، فبدأ يسرد لي اولى خطواته باتجاه الاستثمار في العراق ، دكتور رحتُ الى مؤسسة تابعة لوزارة التجارة لتسجيل الشركة ، دخلت عند موظف الاستعلامات وكان هنالك طوابير من المراجعين فقلت ان العراق سيشهد انتعاش كبير لان هذا الاقدام على تسجيل الشركات يعني ان هنالك فرص مربحة وعمل كبير واعمار وتنمية ففرحت كثيراً ، وعندما وصلت لموظف الاستعلامات قال لي، طلبك يجب ان يهمشه المدير العام ، فدخلت الى طابور المدير العام وعندما وصلت كتب عبارة على طلبي لم افهمها وارشدني الموظف الواقف في بابه الى مكتب اخر وهو مكتب معاون المدير العام فكتب على طلبي ووقعه وارشدني الى مكتب اخر كانت فيه سيدة فكتبت هي الاخرى على طلبي ووقعته وارشدتني الى مكتب اخر وكانت فيه سيدة ايضاً ارشدتني الى مكتب اخر بعد إضافة فقط تاريخ وتوقيع على طلبي ، وعند كل مكتب كان هنالك طابور وهمس وعبارات جميلة ، ( من عيوني مثلاً ) ( ما تقصر ) وكلمات بصوت خافت لم افهمها ( ولية مثلاً ) دكتور شو يعني ( ولية ) وكلمة (المالات ) كتبتها في الكوكل فتبين انها (المآلات ) قلت له حبيبي كوكل لا يفهم لغتنا فهي (مالات ) من المال الحرام السحت ، اما كوكل فقد ذهب الى المآلات على اعتبار ان اخذ المالات يؤدي بالبلد الى مآلات كارثية ، وعندما يأخذ المالات ينزل عليه وحي الدماثة والرقة فيستخدم مفردة (من عيوني ) اما (الولية ) فهي عبارة جزع وتذمر المراجع بعد اضطراره لدفع الرشا.

للاستمرار في القراءة انقر على الرابط التالي

أ.د.عبدالحسين العنبكي – الاستثمار في العراق .. بين فخين التعقيد والتفريط- محررة 2

الاراء المطروحة في جميع الدراسات والابحاث والمقالات المنشورة على موقع الشبكة لاتعكس بالضرورة وجهة نظر هيئة تحرير الموقع ولا تتحمل شبكة الاقتصاديين العراقيين المسؤولية العلمية والقانونية عن محتواها وانما المؤلف حصريا. لاينشر اي تعليق يتضمن اساءة شخصية الى المؤلف او عبارات الكراهية الى مكون اجتماعي وطائفة دينية أو الى اي شخصية أو مؤسسة رسمية او دينية

تعليقات (1)

  1. farouk younis
    farouk younis:

    تحت عنوان رطينة الاسم التجاري يرى استاذنا الجليل ان الاسم التجاري حلقة زاءدة وهذا القول غير صحيح على الإطلاق فليس هناك متجر او شركة تجارية تمارس اي عمل من الاعمال التجارية في الصناعة او النقل او التامين او غيرها من الاعمال التجارية ليس لها اسم تجاري يميزها عن غيرها من الشركات
    فالاسم التجاري تسمية يطلقها التاجر على متجره او شركته التجارية للتعريف بها مثل شركة مرسيدس لتميزها عن غيرها من المنشات التجارية
    ويذكر ان الاسم التجاري شيفروليه انما جاء من اسم عاءلة ساءق سيارات سباق سويسري والموءسس للشركة وان سيارات ميرسيدس جاء اختيار
    مع اسمها على اسم ابن اكبر عملاء الشركة في فرنسا
    يعد تسجيل الاسم التجاري من اهم الخطوات القانونية التي تمارسها الشركات المساهمة في تميز المنشأة التجارية عن غيرها من المنشات الاخرى
    مع التقدير

التعليق هنا

%d مدونون معجبون بهذه: