الكهرباء والطاقة المتجددةملف أزمة الكهرباء

عصام الخالصي: مذكرة مفتوحة الى: السيد وزير الكهرباء بصدد أداء وزارة الكهرباء

المذكرة رقم 3 بتاريخ  2/تموز/2014

الحاقا بالمذكرتين السابقتين في 14/أيار/2014 و 16/حزيران/2014 لوحظ التوقف جزئيا في 18/6 والبقية في 20/6/2014 للنشرات اليومية لأداء وزارة الكهرباء التي كانت الوزارة تعلنها على قنوات تلفزيونة عديدة.

لم يكن واضحا ان كان سبب التوقف هو نتيجة مباشرة للمذكرتين السابقتين اوبداعي انتفاء الدافع الاول الرئيس الاصلي لتلك الاعلانات والذي كان للدعاية الشخصية نظرا لانتهاء الانتخابات واعلان نتائجها.

ولكن ومهما كان السبب فان ذلك التوقف عن الاعلان والدعاية وضع حدا للتبذير في المال العام والذي تمثل بتخصيص مالايقل عن عشرة أشخاص من منتسبي الوزارة أضافة الى المذيعين / مقدمي النشرة ومادفع للقنوات التلفزيونية لعرض تلك الاعلانات لحوالي ستة دقائق يوميا ولأشهر قدمت فيها معلومات عن اداء وزارة الكهرباء بعيدة عن الواقع نقصتها المهنية والصدقية والامانة.

ولعل اول مؤشر الى نوعية “النشرات اليومية للكهرباء” التي قدمتها وزارة الكهرباء الى جمهور العراق يوميا على 14 قناة تلفزيونية هو عدم ذكر اي من تلك البيانات على الشاثة او بما يقدمه المذيعين لتلك النشرات عن اليوم الذي عنته تلك النشرة وهو ماسمح للوزارة بأعادة نفس النشرات “اليومية” لأيام عديدة متتالية – او غير متتالية في بعض الاحيان. 

المذكرة رقم 2 بتاريخ 16/حزيران/2014  

الحاقا بالمذكرة السابقة في 14/أيار/2014 حول نفس الموضوع يتبين من المتابعة المستمرة لاداء منظومة تجهيز الكهرباء العامة في العراق (وزارة الكهرباء) عدم وجود تحول جوهري في مهنية او أمانة التقارير التي تقدمها الوزارة على شاشات التلفزيون يوميا.

في 18/أيار/2014 – أربعة أيام بعد ارسال المذكرة السابقة والمعادة أدناه والتي وضعت في النطاق العام في حينه – توقفت وزارة الكهرباء عن ذكر أرقام “الطاقة المفقودة” في تقاريرها اليومية كون مسبباتها هو النقص في تجهيز الوقود الى محطات توليد الكهرباء. وجاء ذلك التوقف في ذكر تلك الارقام بعد اصدار وزارة النفط بيان شديد اللهجة “تضمن عبارات “قاسية جداً” اتهمت فيها وزارة الكهرباء بـ “تضليل المواطنين ومجافاة الحقیقة “.

وفيما عدى ذلك فالتقارير اليومية لوزارة الكهرباء استمرت على ما ما كانت عليه من تضليل حتى بعد لفت نظر الوزارة إلى بعض آخر منها في المذكرة السابقة.

الجدول أدناه يبين مفصلات للتقارير اليومية التي قدمتها وزارة الكهرباء في إعلاناتها على شاشات عدة قنوات تلفزيونية (14 قناة حسب ادعاء الوزارة) والتي يتبين منها إعادة تسجيلات نفس البيانات بين ثلاثة أيام وخمسة أيام متتالية في كل اسبوع في الأسابيع الأخيرة التي تمت فيها المتابعة رغم أن المذيع يؤكد عند تقديم النشرة بأنها “معدل ساعات التجهيز خلال ألـ 24 ساعة الماضية” وهذا ما يمثل انحرافاً كبيراً عن المهنية والأخلاقية لأيّ مؤسسة تنشر في الإعلام، فضلاً أن تكون هي نفسها مؤسسة خدمة عامة.

إن كافة الأرقام المدونة في هذا الجدول مثبتة في تسجيلات فيديو لبيانات النشرات اليومية من القنوات التلفزيونية المتعددة التي تذيع هذه البيانات.

تبين خطوط الأيام الملونة تطابق الأرقام التي وردت فيها للأيام التي قبلها أو بعدها وهو ما يشبه إعادة فعلية لتسجيل نشرات الأنواء الجوية نفسها لأيام متتالية.

تميزت حكومة العراق (وزارة الكهرباء)  منذ 2006 في إدارتها لمنظومة الكهرباء في تضليل الشعب والتلاعب بالتقارير والأرقام التي تقدمها في الإعلام وحتى في التقارير الرسمية الداخلية من خلال برمجة تلك التقارير بهيكليات ونماذج تضليلية بعيدة عن المهنية والأمانة ، وكل ذلك مثبت وكُتب عنه في مناسبات عديدة منذ ذلك الوقت. ولكن الإدارة الحالية لوزارة الكهرباء تمادت أبعد من ذلك بوضعها تلك البيانات المضللة والبعيدة عن الحقيقة في إعلانات تلفزيونية مدفوعة الثمن ومن المال العام.

المذكرة رقم 1 بتاريخ 14 /أيار/2014

لوحظ في الاسابيع الاخيرة منذ قبل الانتخابات وضع وزارة الكهرباء اعلانات مدفوعة الثمن في عدة قنوات تلفزيونية  بعنوان “نشرة الكهرباء اليومية”. ولوحظ أيضا ان النصف الاول من هذه الاعلانات هوللترويج الشخصي، ويحتوي النصف الثاني ارقام تدّعي الوزارة كونها مختصر لأداء جهاز منظومتها لذلك اليوم.

لكن المتابعة لهذه النشرات (الإعلانات) وقليل من التدقيق تثير التشكيك في مصداقية الارقام التي تذكر فيها والمهنيه في اعدادها. وعلى سبيل المثال مطابقة ارقام توليد الكهرباء في المنظومة لأيام متتالية وصلت الى ئلائة أيام في بعض الاحيان وهو في عداد المستحيلات.

وفي أدناه ملاحظات اخرى لتقريرين أعلنت عنهما الوزارة في يومين آخرين متتالين:

في 10/5/2014 ذكر التقرير اليومي لوزارة الكهرباء في اعلانها المدفوع الثمن الأرقام التالية:

التوليد الكلي 11,200 ميكاواط      القدرة المفقودة 5,030 ميكاواط

وفي اليوم التالي 11/5/2014 ذكر التقرير اليومي الارقام التالية:

التوليد الكلي 11,600 ميكاواط      القدرة المفقودة 2,445 ميكاواط 

(1)  ان تعريف الوزارة لـ “التوليد الكلي” والذي يُفهم منه توليد محطات كهرباء الوزارة. الحقيقة هي ان الارقام التي تذكرفي التقارير اليومية تشمل الكهرباء المستورد من ايران والبارجات التركية ومن الشركة الخاصة في كردستان.

(2)  الارقام التي تذكرها الوزارة عن “القدرة المفقودة” التي يشرحها مقدم الإعلان كونها القدرة التي لم تتمكن الوزارة من توليدها في محطاتها نتيجة للنقص في تجهيز الوقود. يلاحظ ان القدرة المفقودة في يوم 11/5 كانت 2,585 ميكاواط أقل مما كان مفقودا قبل ذلك بيوم واحد. ولكن الزيادة في التوليد الكلي لذلك اليوم كانت فقط 400 ميكاواط. لم يوضح البيان، الذي كان موجها الى العراقيين من مؤسسة في الخدمة العامة، عن مصيرالـ 2,185 ميكاواط التي عثرت عليها وزارة الكهرباء التي كانت “مفقودة” قبل ذلك بيوم واحد.

على الرغم من وجود سوابق للتحايل والتمويه لحقيقة  أداء جهاز وزارة الكهرباء بوضع تقارير يومية او غيرها مفبركة وبعيدة عن الواقع يستند عليها بعد ذلك في البيانات العامة او الرسمية منذ وزارة الكهرباء في حكومة 2006 فان ذلك لايشكل تبرير قانوني أو أخلاقي للاستمرار في ذلك الاتجاه. لذا فأن وزارة الكهرباء مدعوة الى الكشف عن حقيقة إداء جهازها بمهنية وأمانة وصدقية على ضوء المعلومات في هذه الرسالة لكون وزارة الكهرباء مؤسسة للخدمة العامة.

*) مهندس وخبير  كهرباء

 لتنزيل المقال بصيغة ملف بي دي أف انقر هنا

 
 

الاراء المطروحة في جميع الدراسات والابحاث والمقالات المنشورة على موقع الشبكة لاتعكس بالضرورة وجهة نظر هيئة تحرير الموقع ولا تتحمل شبكة الاقتصاديين العراقيين المسؤولية العلمية والقانونية عن محتواها وانما المؤلف حصريا. لاينشر اي تعليق يتضمن اساءة شخصية الى المؤلف او عبارات الكراهية الى مكون اجتماعي وطائفة دينية أو الى اي شخصية أو مؤسسة رسمية او دينية

التعليق هنا

%d مدونون معجبون بهذه: