الموارد المائية و حماية البيئة

د. فاضل رضا: مستقبل الموارد المائية في العراق.. تحويل الازمة الى فرصة

مقدمة
تعتبر حضارة بلاد ما بين النهرين (العراق الحالي)، اول حضارة في التاريخ، بدأت بانشاء انظمة تتحكم بموراد المياه من خلال شبكة واسعة من قنوات الري ونواظم السيطرة على الفيضانات، ما جعل العلماء والباحثين يطلقون مفهوما جديدا على مجتمع بلاد ما بين النهرين ذلك بانه “مجتمع هيدروليكي”. وعلى ضفاف وادي النهرين العظيمين ـ دجلة والفرات ـ نشأت حضارة عظيمة شملت المنطقة الممتدة من البحرين جنوبا، حتى منابع نهر الفرات شمالا. في هذه المنطقة بدأ تطوير ادوات بناء وتطور الحضارة الانسانية مثل الكتابة، أنظمة الري؛ التجارة والتبادل السلعي ومعاييرهما؛ بناء المدن؛ سن القوانين؛ طرق الحساب والرياضيات والفلك. لا بد من القول بأن هذه الادوات هي الاسس التي بنيت عليها الحضارات اللاحقة لتلك الفترة والحالية.
ان ازدهار حضارة وادي الرافدين، ارتبط بمدى توفر المياه والتحكم بمياه النهرين وطبيعة استغلال هذه المياه في الزراعة، وخلال مواسم الزراعة والشحة. كما ان التغيرات المناخية التى شهدتها بلاد ما بين النهرينMesopotamia  منذ الاف السنين، ادت الى انهيار مجتمعات مستقرة. ويرجح العلماء ان اختفاء حضارة اوروك كان سببه الجفاف الذي شهدته المنطقة لفترة 3200 –0300 ق.م (2001 ,Harvey Weiss).
توضح الدراسات والمعطيات، ان التغيرات المناخية ولفترات طويلة كانت تأثيراتها هائلة وذلك لان المجتمعات في تلك الازمنة، لم تكن تمتلك القدرة التكنولوجية لمواجهة تلك التغيرات، التي أدت الى تدمير البنية الزراعية، التي كانت من اهم اسس استقرار تلك المجتمعات ( 1998,Richard).
لقد ادت هذه التغيرات المناخية الى تحولات في التركز السكاني والهجرة من المناطق التي اصابها الجفاف الى أخرى اقل تضررا من هذه التغيرات. لكن تحسن الاحوال المناخية لاحقا ادى الى ازدهار ملحوظ، مجددا، خلال فترة الاكديين، وكما هو الحال في مصر القديمة والحضارة الاغريقية، بحيث وصل هذا لازدهار قمته حوالي 2300 ق.م.
لمواصلة القراءة يرجى تحميل ملف بي دي أف سهل الطباعة. انقر على الرابط التالي
Fadel Ridha-Perspectives of water resources in Iraq-crisis and opportunities-new version 17.01.2018

الاراء المطروحة في جميع الدراسات والابحاث والمقالات المنشورة على موقع الشبكة لاتعكس بالضرورة وجهة نظر هيئة تحرير الموقع ولا تتحمل شبكة الاقتصاديين العراقيين المسؤولية العلمية والقانونية عن محتواها وانما المؤلف حصريا. لاينشر اي تعليق يتضمن اساءة شخصية الى المؤلف او عبارات الكراهية الى مكون اجتماعي وطائفة دينية أو الى اي شخصية أو مؤسسة رسمية او دينية

تعليقات (1)

  1. Avatar
    علاء فريد ابراهيم:

    قبل ان نتكلم عن اقامة السدود في دول الجوار والتصحرفي البلد فل نتكلم عن سوء ادارة الموارد المائية فلو كان لدينا ادارة تتحسب للتصحر ونقص امدادات المياه في اي سنة وتتحسب لمشاريع دول الجوار لكان خفت الازمات المائية وحمت سكان البلد من العطش وانحسار المساحات المزروعة بسبب قلة التخصيصات المائية واحتمال انخفاضها وتذبذبها كل سنة فالامر يتعلق بخزن اكبر قدر ممكن من المياه وانشاء بحيرات وملىء المنخفضات واعادة سحب مياه نهري دجلة والفرات من الجنوب الى الشمال واعادة تدويرها داخل العراق بانشاء انابيب مثل انابيب النفط والتنقيب عن ابار المياه الجوفية العذبة واعادة ضخ المياه العذبة الى الابار الناشفة والاستفادة من هذه الخزانات الارضية وتوسيع مجرى نهري دجلة والفرات وفروعهما بعمليات كري الانهر وجعلها تخزن كميات اكبر والبدء ب انشاء محطات تحلية مياه الخليج لان من الواضح جدا توجه دول الجوار الى استخدام ورقة المياه ضد العراق والمساومة معه حول النفط وان دول الجوار بدءات تتحسب لقيام العراق بثورة زراعة وان هذا الامر ياثر على صادرات هذه الدول الزراعية للعراق واحتمال انخفاضها وتوقفها وبالتالي تعرضهم للضرر .ويجب ان نلاحظ الفرق بين العراق ودول الخليج حيث ان كل دول الخليج تقوم بتحلية مياه الخليج وتستهلك المملكة العرابية السعودية 3 مليون برميل نفط من اصل 10 مليون برميل تنتجها في عمليات تحلية المياه وانتاج الكهرباء ونفس الحالة في الكويت وقطر والامارات ولاكن هذه الدول لن تبقى الى الابد تقوم بعمليات تحلية المياه لان النفط سوف بنفذ في خلال 100 سنة على اعلى التقديرات لذاك بدات دول الخليح تتحسب لذاك منذ الان وبداءت بعمل محطات طاقة شمسية ضخمة ومحطات نووية واستخدام الطاقة الكهربائية في تحلية المياه . ان المملكة العربية السعودية اصبحت دولة تصدر الخضراوت والفواكه الى دول الخليج بالاضافة الى منتجات الالبان بالرغم من قلة مصادر المياه فيها فلماذا لا نتعلم من تجارب دول الخليج في الاستفادة من كل قطرة ماء واستخام التكنلوجيا الحديثة في انتاجها

التعليق هنا

%d مدونون معجبون بهذه: