أبحاث نظرية في الفكر والتاريخ الإقتصاديالرئيسية

د. مظهر محمد صالح *: ركود الاجور في الاقتصادات الرأسمالية المركزية.

– مقدمة: احتكار قلة الشراء وسوق العمل.

ا- أشارت التفسيرات الاقتصادية حتى وقت قريب عن وجود سببين رئيسيين يفسران ظاهرة الركود الطويل في الاجور Wage Stagnation وهما العولمة والأتمتة. فبالرغم من ذلك فقد جاءت الأبحاث الحديثة لتظهر أن تركز اصحاب العمل او ما يسمى باحتكار قلة الشراء لأصحاب العمل monopsony هو السبب الثالث أيضًا في الركود الطويل للأجور.

ففي دراسة مهمة نشرتها مدرسة Kellog للإدارة في جامعة نورث ويسترن الامريكية Northwestern University بتاريخ Dec 19 ,2019 تحت عنوان: What’s causing wage stagnation in America ? قدم فيها مجموعة من الباحثين تحليلاً منهجياً أظهر فيه كيف ان القوى العاملة تصارع ركود الاجور منذ عقود زمنية طويلة. فمنذ سبعينيات القرن الماضي بات النمو في الاجر الحقيقي (قيمة الدولارات المدفوعة للعاملين المعدلة بالتضخم) اكثر بطئا مقارنة بالإنتاجية الاقتصادية بصورتها الاجمالية. اذ جاءت بحوث الفترات الماضية لتؤشر جميعها تفسيرين لظاهرة الركود الطويل للأجور (ولاسيما للعاملين من مُتلقي الاجر الاقل في الصناعات التحويلية) حيث قادت العولمة الى اغراق الاسواق بالسلع الرخيصة ولاسيما من العالم الصيني او من البؤر التكنولوجية التي يطلق عليها بالمناطق المستنزفة للعمال الصناعيين واحلال التكنولوجيا المتسارعة بشكل طارد للوظائف  بدلاً عنهم   والمولدة للبطالة ومن  ثم  ركود الاجور..

وبالرغم من ذلك، فان ركود الاجور منذ العام 1970 هي ظاهرة سبقت نهضة الصين الاقتصادية ونموها العالي، ما ينبغي ان ثمة سبب اخر جوهري ثالث لابد من التحري عنه.

ففي دراسة نشرها المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية في الولايات المتحدة NBER تم تأشير السبب الحقيقي الثالث الذي يقف خلف ركود الاجور وعده الجاني الحقيقي وهو ما يسميه الاقتصاديون بظاهرة: تركز سوق العمل Labour Market Concentration . اذ يتنافس عدد قليل جداً من (اصحاب العمل) على العمال انفسهم في مناطق العمل المحلية. وهو ما يطلق عليه (باحتكار قلة الشراء Monopsony ) فمهما بحث العامل عن بديل للحصول على اجر مرتفع فان  تركز ارباب العمل كاحتكار شراء سيفرض اجرا منخفضاً .

وبناءً على ما تقدم، وبالنظر لتمدد ظاهرة ركود الاجور لأكثر من ثلاثة عقود زمنية ، فان (العولمة ) و ( والاتمتة العالية التكنولوجيا) و ( التركز في سوق العمل لمصلحةً اصحاب العمل ) امست جميعها عوامل مشتركة مؤثرة في مسالتي ( ركود الاجور واللامساواة  في الدخل ).

لمواصلة القراءة انقر على الرابط التالي

د. مظهر محمد صالح- ركود الاجور في الاقتصادات الرأسمالية المركزية

الاراء المطروحة في جميع الدراسات والابحاث والمقالات المنشورة على موقع الشبكة لاتعكس بالضرورة وجهة نظر هيئة تحرير الموقع ولا تتحمل شبكة الاقتصاديين العراقيين المسؤولية العلمية والقانونية عن محتواها وانما المؤلف حصريا. لاينشر اي تعليق يتضمن اساءة شخصية الى المؤلف او عبارات الكراهية الى مكون اجتماعي وطائفة دينية أو الى اي شخصية أو مؤسسة رسمية او دينية

تعليقات (1)

  1. farouk younis
    farouk younis:

    تعليقي عبارة عن بعض ما ورد في كتاب ( تحليل النظريات الاقتصادية ) تاليف بول كروجمان – ترجمة رانيا محمد عبد اللطيف – الطبعة الأولى 2007
    الدار الدولية للاستثمارات الثقافية ش.م.م
    الجزء الاول – وظاءف – وظاءف- وظاءف
    يكتب بول كروجمان الفاءز بوسام جون بيتس كلارك John botch Clark افضل من اي اقتصادي منذ جون كنيس ووصفته مجلة الايكونومست بانه الاقتصادي الاكثر ابداعا في جيله
    كتب يقول ( ما من شخص واع يمكن ان ينكر لا أخلاقية السوق الذي يكون احيانا هو السيد المتقلب الأطوار حيث تكمن وحشية الراسمالية في التعامل مع العمال كسلعة او بضاعة كما تنظر كتب علم الاقتصاد الى عملية مبادلة العمال على أنها مجرد اجراء عادي مثله مثل بيع كيلو من اية بضاعة ولكننا نعلم انه هناك اختلاف كبير على النطاق الإنساني فالتاجر يمكنه بيع اكثر من سلعة بينما العامل لديه مهنة او وظيفة واحدة وهي ليست مصدر رزقه فقط وانما هي التي تمنحه احيانا الاحساس بكيانه وكما ان السلعة غير المباعة تكون مصدر إزعاج للتاجر فلذلك البطالة بالنسبة للعامل تسبب مأساة والامر الخطير هو ان تلك المآسي تزداد يوميا مع تطور التكنولوجيا و تغير الأذواق بالإضافة إلى التيارات المتدفقة من التجارة العالمية كما أنه لا يوجد عذر لنظام يتعامل مع الناس كاشياء جامدة ليس إلا إذا كما قال تشرشل عن الديمقراطية الراسمالية( هي اسوء نظام معروف فيما عدا كل تلك النظم التي كانت تجرب من وقت لآخر
    فبنهاية القرن العشرين لن نجد تقريبا شخص يعتقد بوجود بديل اخر لنظام السوق الاقتصادية وكل ما هنالك هو ان نأمل فقط في تخفيف الصدمة على الناس من جراء مساويء ووحشية هذا النظام الاقتصادي )
    .

التعليق هنا

%d مدونون معجبون بهذه: